ناقش الرئيس الإيراني في اتصالات هاتفية مع أمير قطر وسلطان عمان ورئيس الوزراء العراقي تطورات الأوضاع في قطاع غزة.

وأفادت وكالة الأنباء القطرية “قنا” بأن أمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني تلقى اليوم السبت، اتصالا هاتفيا من الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي ناقشا خلاله تطورات الأوضاع في الأراضي الفلسطينية.

وأكدت أنه “جرى خلال الاتصال استعراض العلاقات الثنائية بين البلدين وسبل تطويرها، بالإضافة إلى مناقشة عدد من القضايا والمستجدات ذات الاهتمام المشترك إقليميا ودوليا خاصة المتعلقة بتطورات الأوضاع في الأراضي الفلسطينية واسرائيل”.

من جهته، شدد الشيخ تميم بن حمد خلال الاتصال على أهمية بذل الجهود في خفض التصعيد وتجنيب المدنيين تبعات القتال، وفتح الممرات الآمنة في غزة للإغاثة والجهود الإنسانية، وضمان عدم اتساع رقعة العنف إقليميا.

كما أكد على موقف دولة قطر الثابت حول إدانة استهداف المدنيين، وسياسات العقاب الجماعي ودعوات تهجير الفلسطينيين.

وفي اتصال هاتفي مع سلطان عمان هيثم بن طارق وصف رئيسي عملية “طوفان الاقصى” التي اطلقتها المقاومة الفلسطينية السبت الماضي في عقر الكيان الصهيوني، انها “بمثابة السيف الذي سلّ من غمده بعد تصعيد جرائم الاحتلال في الاشهر الاخيرة، وبما ادى الى تغيير معادلات الصهاينة والغربيين”.

وحسب ما أفادت وكالة إرنا الإيرانية، أكد رئيسي بان الجمهورية الاسلامية الايرانية تحرص على تعزيز اواصر الجوار ورفع مستوى الثقة بين البلدين.

كما اشاد بالدور البناء التي تتبناه سلطة عمان لتسوية القضايا الاقليمية.

وفي اشارة الى عملية طوفان الاقصى النوعية، استنكر رئيسي سياسة الكيان الصهيوني المتمثلة في قطع الماء والكهرباء ومنع ايصال الغذاء والدواء على قطاع غزة؛ مبينا ان الاحتلال يسعى من خلال ذلك الى تنفيذ مخطط الابادة الجماعية والتهجير القسري ضد اهالي غازة.

واعتبر الرئيس الايراني، ان الدعم اللامحدود الذي يقدمه الغرب وعلى راسه امريكا، لجرائم الصهاينة، ادى الى تفاقم وتعقيد الوضع اكثر من اي وقت مضى؛ مؤكدا على ضرورة اتخاذ اجراءات عاجلة وحاسمة من قبل البلدان الاسلامية واحرار العالم، لوقف الة القتل الصهيونية.

واكمل رئيس الجمهورية : ان المتوقع من الامم المتحدة ومنظمة التعاون الاسلامي والجامعة العربية وغيرها من المنظمات الدولية، هو ان تضع نصب اعمالها التحقيق بشأن الوضع الكارثي الذي يسود القطاع حاليا.

الى ذلك، اكد سلطان عمان على ضرورة منع تنفيذ مخطط التهجير القسري في حق الشعب الفلسطيني.

واذ عبّر عن تاييده لمواقف الرئيس الايراني حول توظيف طاقات الامة الاسلامية لوقف الظلم والمجازر في قطاع غزة، اكد “السلطان هيثم بن طارق” على استمرار الاتصالات بين مسقط وسائر الاطراف التي تستطيع القيام بدور مؤثر في سياق وضع حدّ لهذه الجرائم.

وجاء في بيان الرئاسة الايرانية الذي تلقته وكالة المطلع ، أن:"الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي بحث في اتصال هاتفي مع رئيس مجلس الوزراء العراقي السيد محمد شياع السوداني تطور العلاقات بين البلدين في الفترة الأخيرة ، و أكد على استمرار توسيع التعاون بالاستفادة من القدرات الكبيرة لإيران والعراق".

وتابع رئيسي،أن:"الكيان الصهيوني يحاول الانتقام من هزيمته لقوات المقاومة في ساحة المعركة من خلال العقاب والقمع الجماعي في جريمة ممنهجة ضد المدنيين العزل والأبرياء ، و أن قطع المياه والكهرباء ومنع إيصال الوقود والغذاء إلى قطاع غزة مثال واضح على جرائم الحرب والجرائم ضد الإنسانية".

وشدد رئيسي:"ما شهدناه في غزة كان نتيجة تراكم الغضب الناجم عن فظائع وجرائم الصهاينة، لكن قادة النظام الصهيوني يحاولون ربطها بعوامل خارجية" ، مؤكداً أن:"رفع الحصار اللاإنساني عن غزة ومنع الإبادة الجماعية المستمرة في هذه المنطقة يتطلب تحركا فوريا من قبل جميع الدول الإسلامية، وإيران مستعدة لاتخاذ إجراءات مشتركة مع العراق وجميع الدول الإسلامية الأخرى في هذا الصدد".

فيما نقلت الرئاسة الإيرانية عن رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني:"نؤكد على ضرورة مواصلة توسيع العلاقات بين البلدين".

وتابع البيان نقلاً عن السوداني:"نعرب عن تقديرنا للمواقف المبدئية للقائد الأعلى الإيراني والحكومة والشعب الإيراني في مساندة شعب فلسطين المظلوم ، و ما يحدث الآن في غزة هو إبادة جماعية وهو انتقام للهزيمة الكبرى التي مني بها النظام الصهيوني ميدانياً على يد مجاهدي المقاومة".

وأردف السوداني:"سلطات النظام الصهيوني تسعى إلى صب جام غضبها على المدنيين الأبرياء، ولذلك فإن كافة الدول الإسلامية ملزمة باستخدام كافة إمكاناتها لوقف هذه العملية".

وأطلقت حركة “حماس” فجر السبت الماضي عملية “طوفان الأقصى”، ردا على اعتداءات القوات الإسرائيلية والمستوطنين المتواصلة على الشعب الفلسطيني وممتلكاته ومقدساته، حيث نفذت هجوما كبيرا برا وبحرا وجوا وخاضت حرب شوارع مع الجيش الإسرائيلي.

وفي المقابل، أطلقت القوات الإسرائيلية عملية “السيوف الحديدية” وشنت غارات مكثفة على مناطق عديدة في قطاع غزة الذي يسكنه أكثر من مليوني فلسطيني يعانون من أوضاع معيشية متدهورة جراء الحصار الإسرائيلي.

وأسفرت الغارات المتواصلة عن دمار هائل بالمناطق السكانية وخسائر كبيرة في الأرواح وحالة نزوح جماعي من القطاع، وسط حصار خانق وصفه الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بـ”غير المقبول” وشبهه بالحصار النازي للينينغراد.