منذ اسابيع على بدء الحراك السياسي بين الكتل لتشكيل الكتلة الاكبر، ولغاية الان لم تتضح أي معالم لتلك الكتلة او من اقترب اكثر ليشكلها سوى التنافس بالتصريحات بين الكتلة الصدرية زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر، ومنافسيه على الخط المقابل المتمثل بائتلاف دولة القانون وزعيمه نوري المالكي وتحالف الفتح برئاسة هادي العامري.
فيما تشير المصادر السياسية الى قرب التوافق السياسي لحسم تشكيل الحكومة المقبلة خاصة بعد جمع عدد من المقاعد بين دولة القانون والفتح ضمن الاطار التنسيقي، لا تزال نتائج الانتخابات تنتظر الانتهاء من تدقيقها والنظر بالطعون المقدمة بشأنها من اجل تركيز الجهود في اختيار الرئاسات والكابينة الوزارية.
واعلنت المفوضية العليا للانتخابات، اليوم الثلاثاء (2 تشرين الثاني 2021)، ان "المصادقة على نتائج الانتخابات تكون بعد الانتهاء وختام كل الطعون المقدمة، بعد أخذ مداها من الهيئة القضائية للانتخابات، والتي من حقها النقض لمجلس مفوضين، ومن الممكن أن تصادق عليها جميعاً، وهي ليست مقيدة بوقت معين".

اعتصام مستمر

في الوقت ذاته، تواصل جموع المتظاهرين المحتجيـن رفضا لنتائج الانتخابات اعتصامها المفتوح عند بوابات المنطقة الخضراء من جهة الجسر المعلق.
وتصاعدت اعداد المحتجين امام بوابة المنطقة الخضراء لليوم الرابع عشر على التوالي ، رفضا لنتائج الانتخابات واتهاما بالتلاعب في نتائج الاقتراعين العام والخاص، حيث تعتزم مجموعات اخرى من المتظاهرين توسيع دائرة الاحتجاج الى اعتصام موحد في بغداد.

توافق شيعي

وكشف رئيس تحالف تصميم والمرشح الفائز عامر الفايز عن اتجاه الامور نحو توافق سياسي شيعي على منصب رئيس الوزراء بوجود شروط محددة.
وقال الفايز في تصريح صحفي ان الكتل السياسية تنتظر النتائج النهائية للانتخابات لمعرفة الحجم الحقيقي لكل كتلة، مبينا أن "المعالم قد تحددت على نحو واضح، في أن النتائج لن تتغير كثيراً".
وتابع أن "الانتظار يرافقه أيضاً جهود إقناع القوى المعترضة على القبول بنتائج الانتخابات ومن بعدها البدء الحوارات، مع توقعات بتأخير تشكيل الحكومة لبعض الوقت".

قنوات تواصل

وكشف تحالف الفتح، عن وجود قنوات تواصل مفتوحة بين التيار الصدري وقوى الاطار التنسيقي بشأن تشكيل الحكومة المقبلة.
وقال عضو تحالف الفتح حسين علي الفتلاوي في تصريح لـ "ألمطلع"، ان "هناك ضبابية وعدم وضوح في المشهد السياسي المقبل بسبب عدم وجود تفاهمات حقيقية ما بين القوى السياسية الشيعية"، مبينا ان "القوى السياسية السنية والكردية مصرة على مواقفها بعدم التعامل الا مع بيت شيعي كامل وهذا موقف ايجابي".
واضاف الفتلاوي ان "هناك مفاوضات داخلية وقنوات تواصل موجودة بين القوى المنضوية تحت الاطار التنسيقي والتيار الصدري ونأمل في الاتفاق وعبور الازمة الحالية".
ولفت الى ان "القادة في الاطار التنسيقي والصدر سيتوصلون الى حل توافقي سيما وان الامور التي تشهدها البلاد متأزمة جدا من الناحية الامنية".

تكليف الكتلة الصدرية

وبين من يتحدث عن قرب التوافق السياسي الشيعي، والانقسام الذي يظهر وفق التصريحات الاعلامية بين الكتل، يرجح المحلل السياسي صلاح الكبيسي تكليف الكتلة الصدرية بتشكيل الحكومة المقبلة بعدما حصدت اعلى المقاعد النيابية بحسب النتائج الحالية للانتخابات المبكرة، بينما اشار الى حاجة الصدريين لتحالفات مع كتل سياسية اخرى.
ويقول الكبيسي في تصريح لـ "المطلع"، ان "الكتلة التي ستكلف بتشكيل الحكومة هي الكتلة الصدرية وفق قانون الانتخابات الجديد باعتبارها الكتلة الفائزة الاولى في الانتخابات".
واشار الى انه "في حال فشلت الكتلة الصدرية بتشكيل الحكومة ستكلف الكتلة التي تليها بعدد المقاعد في البرلمان".
واردف ان "الكتلة الصدرية تحتاج الى تحالفات لتشكل الحكومة المقبلة ومن سيتحالف معها سيتضح ذلك بعد المصادقة على الانتخابات النهائية".
وبحسب العرف السياسي في العراق، منذ العام 2003 ولغاية الان، فان تشكيل الحكومة يكون بالتوافق بين الاطراف الشيعية والسنية والكردية، ليقدم كل طرف مرشحه لإحدى الرئاسات فيما يتم الاتفاق على تشكيل الكابينة الوزارية للحكومة.
وكانت المفوضية العليا المستقلة للانتخابات قد اعلنت، يوم السبت (16 تشرين الاول 2021)، النتائج الاولية الكاملة للعملية الانتخابية المبكرة.
وبحسب النتائج فقد حصلت الكتلة الصدرية على ثلاثة وسبعين مقعدا ثم تحالف تقدم بثمانية وثلاثين مقعدا والمستقلون بذات العدد، وحصل ائتلاف دولة القانون على خمسة وثلاثين مقعدا والحزب الديمقراطي الكردستاني على ثلاثة وثلاثين ثم تحالف الفتح وتحالف كردستان بستة عشر مقعد لكل منهما.