لكن في حين أنه من السهل نسبياً إنشاء خطة مالية، فإنه قد يكون من الصعب للغاية الالتزام بتفاصيلها. فكل شيء من المشتريات الكبيرة إلى التغييرات الوظيفية والأطفال الجدد يمكن أن يكون له تأثير كبير على أسلوب إنفاقك. وهذا يمكن أن يزيد من صعوبة اتباع خطة مالية قمت بإنشائها عندما كانت الحياة والنفقات مختلفة.

المؤثر الأول: عامل الزمن

تتغير الحياة ومعطيات الاقتصاد بشكل جزري أحياناً مع مرور الوقت. لذلك إذا كنت لا تزال تستخدم الخطة المالية التي أنشأتها قبل عامين أو 3 أعوام، فقد لا تتوافق مع أهدافك أو احتياجاتك الحالية.

لذلك من المهم إلقاء نظرة معمقة كل عام على المعطيات الحالية ومدى تناسقها مع خطتك المالية. وقد تجد أن خطتك تحتاج فقط إلى مراجعة سريعة أو قد تحتاج إلى إصلاح شامل. ولن تعرف أيهما حتى تجلس وتقوم بالحسابات، بكل معنى الكلمة.

الأمر أشبه بالجهاز الذي يحتاج لصيانة دورية خلال كل فترة، فاختر تاريخاً محدداً كل عام لإعادة النظر في خطتك المالية. ابدأ تقييمك من خلال النظر إلى أهدافك قصيرة المدى وحدد أين أنت في تحقيقها. وإذا وجدت أنك تخلصت من بعضها، فقد حان الوقت للتجديد وإضافة المزيد.

المؤثر الثاني: الترقية أو فقدان الوظيفة

يجب أن يكون أي تغيير في وضعك الوظيفي (تغيير أو علاوة أو استقالة) بمثابة تذكير جيد لتحديث خطتك المالية لتناسب وضعك الحالي.

لا يتعلق الأمر فقط بمراجعة ميزانيتك لتناسب راتبك الجديد، بل قد يقدم صاحب العمل راتباً أعلى أو مزايا مالية أخرى تريد الاستفادة منها، وستحتاج إلى توظيفها في خطتك الحالية.

وإذا مُنحت إجازة إجبارية أو تم تسريحك، فقد تحتاج للجوء إلى صندوق الطوارئ الخاص بك ومراجعة خطتك لتجديدها.

المؤثر الثالث: دخول شريك إلى الخطة المالية

ليس المقصود هنا شريك العمل فحسب، بل أي شخص يقاسمك التزاماتك المالية أو جزء منها كالزوج أو أحد الأهل يعتبر شريكاً مالياً سيستدعي دخوله عمل تجديد في خطتك.

عندما تجمع الموارد المالية مع شخص آخر، ستحتاج على الأرجح إلى القيام ببعض التغيير لاستيعاب التغييرات في دخلك ونفقاتك. فكن استباقياً بشأن كيفية التعامل مع التغيرات من خلال تقييم خطتك المالية وتنفيذ هذه التغييرات.

وهنا تجدر الإشارة إلى أن المشاكل المالية تعتبر أحد الأسباب الرئيسية لحدوث مشاكل في العلاقات بين الأفراد، لذا مهما فعلت، لا تنتظر ظهور مشكلة لمراجعة خطتك. بل حاول أن تكتشف أي مشكلات محتملة قبل حدوثها.