كشف خبراء أن رجلا أبلغ عن رؤيته الدائمة (لصراصير وثعابين عملاقة)، يعاني من متلازمة تشارلز بونيه (Charles Bonnet)، وهي حالة شائعة تسبب الهلوسة لدى الأشخاص ضعاف البصر.
ولم يكن لدى الرجل البالغ من العمر 78 عاما تاريخ من المشاكل النفسية، لكنه أخبر الأطباء أنه رأى الحشرات والثعابين تنمو في الحجم وتتضاعف أعدادها.
وقال أيضا إنه "شعر بالحشرات تزحف عليه ويمكن رؤيتها وهي تخدش جلده بشدة. ثم أصبحت هلوساته شديدة لدرجة أنه اتصل بخدمة لإبادة الآفات، التي كان يعتقد أنها تغزو منزله".
وتم تشخيص إصابة الرجل سابقا "بالغلوكوما"، وهو سبب معروف لاضطرابات الرؤية، ما دفع الأطباء إلى استنتاج أن هلوساته كانت بسبب إصابته بمتلازمة "تشارلز بونيه".
ويعتقد خبراء صحة العيون وأطباء الأعصاب أن متلازمة تشارلز بونيه هي نتيجة لخلل في الاتصال بين العينين، التي تجمع المعلومات البصرية، والدماغ، الذي يتلقى تلك المعلومات ويفسرها.
وعندما لا تتمكن العين من رؤية كل شيء من حولها بشكل فعال، يقوم الدماغ بملء الفجوات بصور غير موجودة، مثل الأشخاص أو الحيوانات أو الأشياء.
أما الغلوكوما، فهو مرض يصيب العين تدريجيا، ويمكن أن يؤدي إلى متلازمة تشارلز بونيه.
وكان المريض الذي لم يذكر اسمه، يعاني من هلوسة أكثر حدة مع تدهور صحة بصره. وما بدأ كاضطرابات طفيفة في عين واحدة انتشر إلى كلتا العينين، وتفاقم ما رآه وشعر به.
ويمكن الخلط بين متلازمة "تشارلز بونيه" ومشاكل عقلية، مثل الفصام، الذي يسبب إحساسا مشوها بالواقع، والهلوسة البصرية والسمعية، والأوهام.
وعلى الرغم من أن الرجل لم يستجيب بشكل جيد للأدوية المضادة للذهان، إلا أن هذه الطريقة النموذجية لعلاج تشارلز بونيه.
وعادة ما يعرف الأشخاص الذين لديهم تشارلز بونيه أن ما يرونه لا يحدث بالفعل. ويعد هذا أحد معايير تشخيص الحالة، إلى جانب وجود هلوسة معقدة واحدة على الأقل خلال أسابيع، وهلوسة بصرية دون سماع الأشياء، وغياب الأوهام التي قد توحي باضطراب ذهاني.
وفي بعض الأحيان أصر الرجل البالغ من العمر 78 عاما أمام الأطباء على أن الحشرات التي رآها كانت حقيقية، رغم أنه في أوقات أخرى كان يفهم أنها كانت جزءا من الهلوسة.
وتم توجيه المريض للمتابعة مع طبيب نفسي ومعالج وطبيب رعاية أولية وطبيب عيون.