قدم الرئيس المشترك السابق للإتحاد الوطني الكردستاني ،اليوم الجمعة،  و مسؤول جهاز المعلومات في الاتحاد سابقاً، لاهور شيخ جنكي، تقييماً حول الاحتجاجات الايرانية ومدى تأثيرها على اقليم كردستان، مشيراً إلى أن الحرس الثوري الايراني وضع شروطا للإقليم ضمن سقف زمني محدد للتنفيذ.
  
وأجرت صحفية المونيتور البريطانية حواراً مع لاهور طالباني او المعروف بـ "لاهور شيخ جنكي، حيث وجهت الصحيفة سؤالاً بشأن التداعيات المحتملة لاحتجاجات ايران على كردستان العراق، قائلة "لقد ضربت إيران جماعات المعارضة الكردية الإيرانية داخل كردستان العراق، مرسلة إشارة قوية جدًا بأنها لن تتسامح مع أي إجراءات لزيادة تعبئة الناس ضد النظام"، إلى أي مدى ستكون إيران مستعدة للذهاب ضد هذه الجماعات خارج إيران؟.
 
يجيب طالباني: "لقد مارسوا بالفعل الكثير من الضغط وأنا أعلم أنه تم استدعاء فريق من كردستان العراق للذهاب إلى طهران. وكان من بينهم وزير داخلية حكومة إقليم كردستان. الإيرانيون يريدون نزع سلاح هذه الجماعات وأن يتجمعوا في معسكرات بعيدة عن المدن.

 على طول الطريق ، يريدون تسليمهم إلى دول أجنبية بنفس الطريقة التي كانت بها منظمة مجاهدي خلق إلى ألبانيا على سبيل المثال. سيكون من المحزن جدًا أن تسلك حكومة إقليم كردستان هذا الطريق وسيكون من الصعب بالفعل الانسحاب من الناحية اللوجستية. لكن الإيرانيين عنيدون وخاصة الباسداران [فيلق الحرس الثوري الإسلامي]. لقد حددوا موعدًا نهائيًا لحكومة إقليم كردستان لاتخاذ هذه الخطوات. إنهم عدوانيون للغاية كما رأينا. من الواضح جدا الرسالة التي بعثوها بهجمات الصواريخ والطائرات بدون طيار. ويمكنهم استغلال التوترات المتزايدة بين الاتحاد الوطني الكردستاني والحزب الديمقراطي الكردستاني لأخذ زمام الأمور بأيديهم مرة أخرى حيث تنتشر المعارضة الكردية الإيرانية في المناطق التي يسيطر عليها الحزبان".
 
وفي سؤال آخر قالت الصحيفة فيه: "بصفتك مسؤول استخباراتي رفيع المستوى في حكومة إقليم كردستان ، عملت على ملف إيران لسنوات طويلة ، لقد عشت في إيران كرجل أصغر سنًا ، وتعرف إيران عن كثب. كيف تقيمون الاحتجاجات المستمرة في إيران التي بدأت في سبتمبر / أيلول بعد وفاة المرأة الكردية، زينا أميني (المعروفة أيضًا باسم مهسا أميني)، على يد شرطة الأخلاق التابعة للنظام؟ هل يمكن أن يؤدي ذلك إلى أي تغيير جوهري في النظام وسلوكه؟"
 
أجاب طالباني بالقول: "بالتأكيد هناك فرق بين هذه التظاهرات والتظاهرات السابقة. إنهم متعددو الأعراق، وهم منتشرون في جميع أنحاء البلاد ، ويقود النساء والشباب الاحتجاجات. عدم وجود معارضة قوية وموحدة يمكنها توجيه المظاهرات والعمل كمظلة تجعلها غير مستدامة. إذا رأى الإيرانيون أن هذا يخرج عن نطاق السيطرة ، فسوف يتخذون إجراءات صارمة".
 
وأضاف "إنهم لا يتصرفون بنفس القسوة التي فعلوها في الاحتجاجات السابقة لأن هناك نساء وشباب متورطون. لا أعتقد أن الإيرانيين أظهروا كل أوراقهم بعد. إذا تمكنوا من الحفاظ على استمرار المظاهرات للأشهر القليلة المقبلة ، فقد يكون هناك مبنى للمعارضة. أرى بالفعل بين جماعات المعارضة الكردية ، الناس الذين لم يتحدثوا مع بعضهم البعض يتواصلون الآن ويلتقون. أفترض في الخارج أن هناك أشخاصًا يتواصلون مع بعضهم البعض ، أكراد إلى فرس، وفرس إلى أكراد، لكن هذا يعتمد على ما إذا كان بإمكانهم مواصلة التظاهرات لفترة طويلة. هذا هو المفتاح".

وبشأن أكراد ايران، قالت المونتور في سؤالها: هناك ديناميات مختلفة تلعب هنا. فمن ناحية، هناك غضب عام يشعر به عدد كبير من الإيرانيين تجاه النظام. يطالب الناس بالحرية. من ناحية أخرى، لديك مظالم خاصة بأكراد إيران. بأي طرق تتقاطع وتتباعد هذه المظالم؟
 
يجيب طالباني قائلا: "لطالما كانت هناك مظالم في كردستان إيران. لطالما تم قمع الأكراد. لكن الأكراد لن يكونوا قادرين على تغيير الأمور بأنفسهم. لذا فهذه فرصة للجميع أن يجتمعوا".

وبشأن احتمالات التدخل الغربي في إيران إذا استمرت هذه الاحتجاجات، قال طالباني: "بعد عشرة أشهر، ربما يحدث التدخل. لكن في الوقت الحالي ، هناك مفاوضات نووية جارية. لا توجد معارضة موحدة. من سيحل محل النظام الحالي في إيران؟ لا أعتقد أن الأمريكيين يريدون المزيد من الفوضى بعد ما حدث في سوريا والعراق. إيران مختلفة. سيؤثر على المنطقة بأكملها. هناك الكثير على المحك للجميع".
 
وقالت المونيتور، في سؤال اخر إن :شعار الحشود المتظاهرة لهذه الاحتجاجات هو "زن زیان آزادي" أو "المرأة، الحياة، الحریة". وقد صاغه أتباع عبد الله أوجلان وحزب العمال الكردستاني أثناء القتال ضد تنظيم الدولة الإسلامية. نحن نعلم أن حزب العمال الكردستاني ينشط داخل إيران ولديه فرع إيراني يسمى بيجاك.
 
هل يشارك حزب العمال الكردستاني في المظاهرات؟ هل تحشد المتعاطفون معها ضد النظام؟
يجيب طالباني قائلا: "نعلم أن هناك علاقات بين بيجاك وحزب العمال الكردستاني ، وهذا معروف للجميع ، رغم أن حزب العمال الكردستاني ينفيه. منظمة بيجاك منظمة بشكل جيد للغاية داخل البلدات والقرى الكردية داخل إيران. هم على الأرجح الأكثر تنظيماً. يمكن أن تكون هناك مشاركة لـ PEJAK. لكني لا أتحدث عن الوحدات المرسلة من الجبال إلى المدن. هؤلاء أشخاص موالون لحركة بيجاك يعيشون داخل كردستان الإيرانية يشاركون في المظاهرات".