وبحسب صحيفة “الغارديان” البريطانية، فإن الجهاز يعمل باليد ومهمته رصد حركة الأرض وتوقع حركة الكواكب الخمسة المعروفة ومراحل القمر وخسوف الشمس والقمر.

ويعتقد العلماء أنهم تمكنوا من حل اللغز، جزئياً على الأقل، وشرعوا في صناعة الجهاز والتروس وما عداها من جديد، ليتأكدوا مما إذا كان اقتراحهم صحيحاً أم لا.

وفي حال تمكنهم من صناعة نسخة طبق الأصل بالآلات الحديثة، فإنهم يهدفون إلى فعل الشيء نفسه باستخدام تقنيات تعود إلى العصور القديمة.

وقال أحد العلماء ويدعى آدم فويسيك: “”نعتقد أن صناعتنا الجديدة تتفق مع كل الأدلة التي حصّلناها من البقايا الموجودة حتى الآن”.

بينما أعاد علماء آخرون صناعة الجهاز مرات كثيرة في الماضي، لكن حقيقة فقد ثلثي الآلية جعلت من الصعب التأكد من طريقة عملها.

وعثر على على الآلة، التي توصف غالباً باعتبارها أول حاسوب تناظري في العالم، من قبل غواصين عام 1901 وسط غنيمة كنز انتُشلت من سفينة تجارية تعرضت لكارثة قبالة جزيرة أنتيكيثيرا اليونانية.

وفي البداية، لوحظت بالكاد شظايا النحاس المتآكلة، لكن عقوداً من العمل الأكاديمي كشفت أن القطعة تحفة من روائع الهندسة الميكانيكية.

وكانت الآلة في الأصل محاطة بصندوق خشبي يبلغ طوله نحو نصف متر، ومغطاة بنقوش عبارة عن دليل مستخدم مدمج، واحتوت على أكثر من 30 ترساً برونزياً متصلاً بأقراص ومؤشرات.

وجمع مايكل رايت، الأمين السابق للهندسة الميكانيكية في متحف العلوم بلندن، الكثير من طريقة عمل الآلة وصنع نسخة طبق الأصل، لكن الباحثين لم يعرفوا تماماً ماهية عمل الجهاز.

وكتب فريق جامعة كاليفورنيا موضحين كيف اعتمدوا على أعمال رايت وآخرين، واستخدموا النقوش على الآلية وطريقة رياضية وصفها الفيلسوف اليوناني القديم بارمينيدس.

ويعمل العلماء على وضع ترتيبات جديدة للتروس من شأنها تحريك الكواكب وغيرها من الأجسام بالطريقة الصحيحة، ويسمح الحل لجميع تروس الآلية تقريباً بالدخول في مساحةٍ عمقها 25 مم فقط.