المطلع
عاجل

post-image

صراع كردي محتدم على رئاسة الجمهورية..المنصب يرحل بعيداً هذه المرة


14:38 خاص بـ "المطلع"
2021-11-15
1504
تستمر الخلافات السياسية في بغداد التي تبعت اعلان نتائج الانتخابات الأخيرة، وما لحق بها من اتهامات للمفوضية العليا المستقلة للانتخابات بالتلاعب بالنتائج، وسط جدل حول طبيعة المفاوضات التي سيتم من خلالها تشكيل الحكومة المقبلة، مع توجه التيار الصدري صاحب اكبر عدد مقاعد برلمانية، نحو السعي لتشكيل حكومة غالبية سياسية، يتم من خلالها اقصاء الأحزاب الخاسرة في الانتخابات من المشاركة بالحكومة المقبلة.

هذه الخلافات انعكست على الأوضاع الأمنية عقب محاولة الاغتيال الفاشلة التي تعرض لها رئيس الوزراء مصطفى الكاظمي الأسبوع الماضي، والتي تركت ظلالها على عمليات المفاوضات المقبلة، مع استمرار الحديث حول عدم قدرة التيار الصدري بزعامة رئيسيه مقتدى الصدر، من تمرير حكومة دون مشاركة أحزاب الاطار التنسيقي داخلها.

تبعات الانتخابات كان لها حصتها أيضا داخل إقليم كردستان العراق، حيث تشتعل الخلافات بين الحزبين الكرديين الرئيسيين، حول شخصية رئيس الجمهورية المقبلة، والتي يمتلكها الاكراد كجزء من نظام المحاصصة السياسي الذي أقيم في العراق بعد عام 2003، واستمر حتى اليوم.

نتائج الانتخابات اثرت أيضا على الموقف الأمريكي المعلن من وجود قواتها المستمر في العراق، والذي كانت قد أعلنت في وقت سابق عن نيتها انهائه مع حلول العام المقبل، واستبداله بقوات أخرى تمارس مهاما غير قتالية، وتتخصص بالتدريب والتعاون الاستخباراتي مع القوات العراقية وصنوفها المختلفة.

 

الخلافات الكردية.. الاتفاقات القديمة انتهت مع وفاة جلال طالباني

بدات الخلافات الكردية بالظهور الى الساحة السياسية العامة، بعد ظهور الصراع على تسمية الشخصية التي ستتولى منصب رئيس الجمهورية المقبلة، وكالة ابنا 24، كشفت في تقرير لها نشرته في الرابع عشر من نوفمبر الحالي، عن وجود انشقاق داخل البيت السياسي الكردي، خصوصا بين التحالف الكردستاني والحزب الديمقراطي الكردستاني، بالإضافة الى ظهور قوة سياسية مؤثرة حديثا على الساحة السياسية الكردية، ممثلة بحزب الحراك الجديد الذي يقوده رجل الاعمال الكردي شاسوار عبد الواحد.

الوكالة أوضحت ان النظام الذي اعتمدته الأحزاب الكردية على تقاسم السلطة خارج وداخل الإقليم، لم "يعد صالحا"، حيث يحاول التحالف الكردستاني الحفاظ على استحواذه على المنصب الحالي، من خلال إعادة ترشيح رئيس الجمهورية الحالي برهم صالح مرة أخرى، للمنصب، ليتولى إدارته لفترة إدارية ثانية، فيما يعارض الحزب الديمقراطي الكردستاني هذا التوجه.

الاتفاق السابق بحسب الحزب الديمقراطي الكردستاني الذي يقوده مسعود برزاني "لم يعد صالحا"، حيث يؤكد أعضاء الحزب بحسب ما أوردت الوكالة، ان الاتفاق السياسي الذي منح من خلاله الحزب الديمقراطي منصب رئيس الجمهورية "انتهى مع وفاة رئيس التحالف الديمقراطي السابق جلال طالباني".

ويرى أعضاء الحزب الديمقراطي الكردستاني، ان خصومهم السياسيين داخل البيت السياسي الكردي "فشلوا في الحصول على عدد مقاعد برلمانية كافية تؤهلهم لتسمية رئيس الجمهورية المقبل"، مؤكدين، ان "الحزب الديمقراطي الكردستاني يملك الحق الكامل الان لتسمية كافة الشخصيات الكردية التي ستتولى مناصب مهمة داخل الحكومة العراقية المقبلة، بالنظر الى نتائج الانتخابات، وانتهاء الاتفاق السياسي السابق مع التحالف الكردستاني، الذي ضمن لهم سابقا الحصول على منصب رئيس الجمهورية".

 

الرئيس القادم.. صراع بين نيجرفان برزاني وبرهم صالح

وأوضحت الوكالة، ان أعضاء الحزب الديمقراطي الكردستاني، يدفعون نحو تغيير في طبيعة منح المناصب للاكراد، مؤكدين، على ان الرئيس القادم يجب ان يكون شخصية سياسية من بين صفوفهم، مؤكدة وجود توجه داخل الحزب لترشيح نيجرفان برزاني ليكون الرئيس القادم للعراق في بغداد، فيما يسعى التحالف الوطني الكردستاني، الى إعادة ترشيح الرئيس الحالي برهم صالح لذات المنصب.

الحزب الديمقراطي الكردستاني، قدم مقترحا للتحالف في وقت سابق، يتضمن تخلي التحالف الكردستاني منصب محافظ كركوك، في مقابل تخلي الحزب الديمقراطي عن ترشيح الرئيس القادم، وتمرير نيجرفان برزاني للمنصب، العرض المقدم من الديمقراطي ووجه بالرفض من قبل التحالف، الذي اكد، ان سيطرة الحزب الديمقراطي الكردستاني على منصب المحافظ في كركوك سيؤدي الى فقدان التحالف لقاعدته الجماهيرية في المحافظة.

الخلاف الحالي، زاد جدلا نتيجة إصرار الحزب الديمقراطي الكردستاني على تمرير شخصية قيادية من داخل الحزب، على عكس ما جرى بعد انتخابات عام 2018، حيث تم اختيار صالح كشخصية توافقية بين الحزبين، حيث يرفض التحالف الكردستاني تمرير الشخصية الثاني في الحزب الديمقراطي الكردستاني لمنصب رئاسة جمهورية العراق، لما يرون فيه من خطر على التمثيل السياسي للبيت الكردي داخل العملية السياسية العراقية.

الحزب الديمقراطي، يواجه أيضا مشكلة الرفض الجماهيري والسياسي من بغداد لترشيح شخصية كانت ضمن الماكنة المحركة لمساعي الانفصال الكردستاني خلال الاستفتاء الذي أقيم عام 2017، وحاول من خلاله الحزب الديمقراطي الحصول على انفصال كامل عن العراق، وإعلان قيام دولة كردية، الامر الذي فشل فيه، خصوصا بعد تخلي حلفاء إقليم كردستان عن دعم هذه المطالب خوفا من تدهور العلاقات مع بغداد، بالإضافة لما سيمثله وجود دولة كردية منفصلة من مخاطر امنية على المنطقة، وعلى الدولة الناشئة نفسها.

الديمقراطي يؤكد على الجانب الاخر ان نجاح برزاني في تولي منصبه داخل حكومة إقليم كردستان، وقدرته على "حل المشاكل والأزمات التي واجهت الإقليم"، جعلت منه "شخصية مرحب منها شعبيا وسياسيا في بغداد"، على حد وصف الحزب، مؤكدة، ان توليه المنصب سيقدم تغييرا لنظام المحاصصة الحالي، وتوجه نحو تشكيل لوبي كردي مبني على الغالبية السياسية داخل بغداد، على غرار مساعي التيار الصدري لتشكيل حكومة غالبية سياسية خاصة به.

الوكالة اكدت أيضا، ان قبول التحالف الكردستاني بالصفقة التي قدمها الحزب حول محافظ كركوك، ستغير من المعادلة السياسية الحالية، وتضمن للرئيس الحالي برهم صالح، تولي المنصب مرة أخرى، بمقابل سيطرة الديمقراطي الكردستاني على الحكومة المحلية داخل محافظة كركوك.

 

نتائج الانتخابات والخلافات السياسية: العمليات العسكرية الامريكية ستستمر في العراق

 الجدل المستمر حول تشكيلة الحكومة العراقية المقبلة، وشخصية رئيس الوزراء والجمهورية، وكذلك الخلاف حول طبيعة النظام المقبل ان كان نظاما للغالبية السياسية او المشاركة الوطنية، دفعت الولايات المتحدة الى إعادة النظر بموقفها المعلن سابقا من الانسحاب من العراق، والذي اعلنه الرئيس الأمريكي جو بايدن، عقب لقاء جمعه مع رئيس الوزراء مصطفى الكاظمي.

السفير الأمريكي السابق الى العراق دوغلاس سوليمان، اكد في تصريح أوردته كردستان 24، ان الولايات المتحدة لن تسحب قواتها من العراق بغض النظر عن الموقف الرسمي المعلن، مؤكدا، ان القوات الامريكية "لا يمكن لها ان تتخلى عن دورها الحالي في قيادة التحالف الدولي داخل العراق، لاستمرار التهديدات الأمنية داخله"، مشيرا الى الخلاف المستمر بين واشنطن وطهران كاحد الأسباب الرئيسية لابقاء تلك القوات.

الانسحاب الأمريكي الذي وصفته صحيفة الفورين بوليسي الأمريكي بانه "انسحاب على الورق فقط"، سيضعف موقف الولايات المتحدة على طاولة المفاوضات امام ايران، حول ملفها النووي، والمقرر ان تقام خلال الشهر المقبل، خصوصا مع دخول العراق مرحلة الوساطة بين الطرفين، من خلال مؤتمر بغداد، على حد وصفها.

تصريحات دوغلاس اكدها قائد القوات الجوية الامريكية في الشرق الأوسط الجنرال غريغوري غولوت عبر شبكة الاسوشيتد برس، حيث قال "ان القوات الجوية الامريكية ستسمر بالقيام بمهامها القتالية داخل منطقة الشرق الأوسط بلا استثناء، بغض النظر عن موقف المخططين السياسيين المتجه نحو الاهتمام اكثر بالتنافس مع الصين وروسيا"، مشيرا الى توجه روسيا نحو بيع طائراتها الجديدة السيخوي 75، الى دول المنطقة وخصوصا الامارات، كاحد الأسباب الدافعة لابقاء القوات فاعلة على الأرض.

واكد غولوت، ان تصاعد الهجمات على المصالح الامريكية في المنطقة عقب هجوم بالطائرات المسيرة استهدف احد السفن الأمريكي الناقلة للنفط على خليج عمان، يدفع الولايات المتحدة للحفاظ على وجودها العسكري، مؤكدا، ان الطائرات الامريكية ستستمر في تنفيذ عملياتها داخل العراق وسوريا من خلال قاعدتها الجوية الرئيسية في قطر.

 اما بشان تواجد القوات القتالية الأرضية، فقد اكدت نائبة وزير الخارجية الامريكية لشؤون العراق وايران جينيفر غافيتو، خلال تصريح لها أوردته مجلة ذا ناشيونال نيوز، ان "العراق ليس أفغانستان، نحن باقون في العراق على المدى الطويل حيث نرى في العراق شريكا استراتيجيا مهما في المنطقة، ونحن ملتزمون بهذه الشراكة".

وتابعت "العراق يحظى بمركز مهم لدى الولايات المتحدة لتحقيق نظرتها لشرق أوسط مستقر، هدف واشنطن الحالي هو منع ايران من الاستمرار في مساعيها النووية"، مشيرة الى أهمية تواجد القوات الامريكية القتالية على الأرض داخل العراق لتحقيق هذا الهدف.

وأكدت أيضا، ان تغيير دور القوات الامريكية المعلن من قتالية الى قوات دعم، لا يعني سحبها من العراق، خصوصا مع وجود تهديدات امنية تتطلب استمرار الولايات المتحدة في تطوير ودعم القوات العراقية"، مشيرة، الى ان الخلافات السياسية والتاثير الإيراني على العراق يتطلب استمرار الولايات المتحدة في إبقاء قواتها.

الموقف الأمريكي بحسب المجلة، قد يتغير في حال تمرير اتفاق نووي جديد بين واشنطن وطهران، لكنها اكدت أيضا، ان الولايات المتحدة ليست مستعدة حتى الان للتخلي عن وجود قواتها على الأرض العراقية ،حتى مع تمرير الاتفاقية، متوقعة ان يتحول موقف القوات الى مراقبة ايران فقطـ في حال تمرير الاتفاقية، دون تنفيذ عمليات عسكرية مباشرة داخل العراق.

كلمات مفتاحية

اخبار ذات صلة

تعليقات

أحدث الاخبار

الاعلام والإتصالات تؤكد على ضرورة الالتزام بقواعد سلوك البث الإعلامي الرياضي

الاعلام والإتصالات تؤكد على ضرورة الالتزام بقواعد سلوك البث الإعلامي الرياضي

2024-07-03 20:15 2
رئيس هيئة الإعلام يبحث في شنغهاي التعاون بمجال الامن السيبراني والحلول الرقمية

رئيس هيئة الإعلام يبحث في شنغهاي التعاون بمجال الامن السيبراني والحلول الرقمية

2024-07-03 20:03 1
السوداني يبحث دور شيوخ العشائر والوجهاء في ترسيخ السلم المجتمعيّ

السوداني يبحث دور شيوخ العشائر والوجهاء في ترسيخ السلم المجتمعيّ

2024-07-03 19:42 5
العثور على عبوة ناسفة في كركوك

العثور على عبوة ناسفة في كركوك

2024-07-03 19:28 7
القبض على 10متهمين بقضايا قانونية مُختلفة في بغداد

القبض على 10متهمين بقضايا قانونية مُختلفة في بغداد

2024-07-03 19:16 5
توزيع منحة الأربعة ملايين دينار على الاسر العائدة حديثاً الى سنجار

توزيع منحة الأربعة ملايين دينار على الاسر العائدة حديثاً الى سنجار

2024-07-03 18:51 8
الاقليم يرحب بقرار المحكمة الاتحادية الخاص بتوطين رواتب موظفيهِ

الاقليم يرحب بقرار المحكمة الاتحادية الخاص بتوطين رواتب موظفيهِ

2024-07-03 18:32 10
رئيس الوزراء والسفير الإماراتي يبحثان تعزيز التعاون بين البلدين

رئيس الوزراء والسفير الإماراتي يبحثان تعزيز التعاون بين البلدين

2024-07-03 18:05 12
بسبب احتفاليته.. لاعب تركي يواجه خطر العقوبة

بسبب احتفاليته.. لاعب تركي يواجه خطر العقوبة

2024-07-03 18:00 17
هيئة الأوراق المالية: الحكومة انتهت من بيع السندات المالية بشكل ناجح

هيئة الأوراق المالية: الحكومة انتهت من بيع السندات المالية بشكل ناجح

2024-07-03 17:32 14
العبودي يعلن خلو ذي قار من التلوث الإشعاعي

العبودي يعلن خلو ذي قار من التلوث الإشعاعي

2024-07-03 17:06 22
مسرور بارزاني: قرار المحكمة الاتحادية يعزز الثقة بين بغداد والاقليم

مسرور بارزاني: قرار المحكمة الاتحادية يعزز الثقة بين بغداد والاقليم

2024-07-03 16:45 18
زيدان وبارزاني يبحثان عددٍ من الملفات الخاصة بتطوير عمل القضاء في الإقليم

زيدان وبارزاني يبحثان عددٍ من الملفات الخاصة بتطوير عمل القضاء في الإقليم

2024-07-03 16:09 15
صادرات تركيا لشهر حزيران بلغت 18.6 مليار دولار

صادرات تركيا لشهر حزيران بلغت 18.6 مليار دولار

2024-07-03 15:51 15
التربية تسمح للتلاميذ الراسبين بالصفوف الأربعة الأولى الابتدائية أداء امتحانات (الدور الثاني)

التربية تسمح للتلاميذ الراسبين بالصفوف الأربعة الأولى الابتدائية أداء امتحانات (الدور الثاني)

2024-07-03 14:58 16
السوداني خلال لقاء بارزاني: قطعنا شوطاً في بناء الثقة بين الحكومتين الاتحادية والإقليم

السوداني خلال لقاء بارزاني: قطعنا شوطاً في بناء الثقة بين الحكومتين الاتحادية والإقليم

2024-07-03 14:46 20
التربية تضيف 5 درجات جديدة على نتائج الدور الأول لطلبة المراحل غير المنتهية

التربية تضيف 5 درجات جديدة على نتائج الدور الأول لطلبة المراحل غير المنتهية

2024-07-03 14:33 19
الإطار التنسيقي عن زيارة مسعود بارزاني لبغداد: ستكون لها نتائج إيجابية

الإطار التنسيقي عن زيارة مسعود بارزاني لبغداد: ستكون لها نتائج إيجابية

2024-07-03 14:30 19