المطلع
عاجل

post-image

صحيفة: المترجمون العراقيون ينتظرون منذ عشرين عاماً إيفاء أميركا بوعودها بتأمينهم


12:35 تقارير عربية ودولية
2023-06-24
186

لا يزال المترجمون العراقيون الذين عملوا مع القوات الأميركية خلال احتلالها العراق ينتظرون تحقيق حلم الهجرة للولايات المتحدة هربا من المجموعات المسلحة التي أصبح أغلبها فاعلا في المشهد السياسي اليوم، ورغبة في تأمين حياة كريمة لأسرهم.

لعب المترجمون العراقيون دورا مهما خلال الغزو الأميركي للعراق في العام 2003، لكنهم خسروا في مقابل الخدمات التي قدموها لقوات الاحتلال أمنهم ، وأغلبهم يبحث عن فرصة للهجرة إلى الولايات المتحدة وينتظرون منذ سنوات النظر في ملفاتهم.
جمع عمار راشد كومة من الرسائل من القوات الأميركية تشهد على مساعدته خلال أخطر أيام حرب العراق. لكنه ما زال ينتظر الرد بعد ست سنوات من تقديمه طلب الهجرة إلى الولايات المتحدة بموجب برنامج للمترجمين الفوريين الذين ساعدوا الولايات المتحدة.

وقال راشد خلال مقابلة عبر سكايب من منزله في الأردن “لستم مضطرين لتركي وعائلتي ننتظر لسنوات. إنه أمر محبط حقا”.

وكان راشد من بين الآلاف من العراقيين الذين يحاولون الانتقال إلى الولايات المتحدة بعد أن خاطروا بحياتهم من خلال العمل مع الأميركيين خلال الحرب. وقُبلت طلبات ما يقدر بنحو 164 ألف عراقي.

ويستشهد المسؤولون الأميركيون بأسباب متعددة للتأخيرات، بما في ذلك الهجوم على السفارة الأميركية في بغداد، واختراق قاعدة بيانات  اللاجئين، ووباء كوفيد -19، والتخفيضات في برنامج اللاجئين في عهد الرئيس السابق دونالد ترامب.

وتتباطأ العملية في بعض الأحيان مع بحث المتقدمين عن إثبات لعلاقاتهم بالولايات المتحدة. وهذا هو حال محمد صبحي هاشم الشافعي وزوجته وأطفاله الأربعة. ويحاول منذ أكثر من عشر سنوات توثيق عمله مع مقاول أمني أميركي في وزارة العدل العراقية.

ويعيش هؤلاء لاجئين في الأردن. لكن الشافعي لا يستطيع العمل ولا يستطيع تحمل تكاليف إرسال طفله الأكبر إلى الكلية. ويلاقي أطفاله الصغار الكره في المدرسة لإعفاء اللاجئين العراقيين هذا العام من دفع الرسوم المدرسية، على عكس الأردنيين من ذوي الدخل المنخفض.

وقال الشافعي “هذه ليست حياة. نريد مستقبلا لأطفالنا”.

وأشعل الغزو الأميركي في 2003 حربا طائفية شرسة اجتاحت العراق. ثم استولى المسلحون على مساحات شاسعة من الأراضي. واستعادت القوات العراقية السيطرة على أراضيها في قتال عنيف، لكن التحديات لا تزال هائلة، بما في ذلك تفشي الفساد ونقص الخدمات الأساسية واستمرار العنف.

ولا يزال أكثر من مليون شخص نازحين داخليا. وقُتل ما يصل إلى 300 ألف عراقي إلى جانب أكثر من 8 آلاف من العسكريين والمتعاقدين والمدنيين الأميركيين خلال الفترة الممتدة بين الغزو والسنة الحالية.

وأنشأت الولايات المتحدة طرقا لمساعدة العراقيين على الهجرة إدراكا منها للدور الذي لعبوه في مساعدتها والعنف الذي واجهوه بسبب ذلك.

ووفقا لوزارة الخارجية،  تقدم 106 آلاف شخص للتمتع بمزايا برنامج الوصول المباشر المخصص للأشخاص المرتبطين بالولايات المتحدة مثل أولئك الذين عملوا في منظمات غير حكومية أميركية.

و تقدم حوالي 100 شخص بطلبات ضمن برنامج تأشيرات هجرة خاص بالعراقيين الذين عملوا مباشرة لصالح حكومة الولايات المتحدة أو بالنيابة عنها. وتوقف هذا البرنامج عن قبول الطلبات في 2014، لكن تلك المقدّمة لا تزال قيد المعالجة.

وتقدم راشد بطلب بموجب برنامج آخر يسمح بتقديم 50 تأشيرة في السنة للمترجمين الفوريين المتمتعين بتوصية جنرال أميركي.

وانتشرت منذ البداية شكاوى من أن عملية الانتقال إلى الولايات المتحدة تستغرق وقتا طويلا. ودرست إدارات متعددة فكرة جعل البرامج أكثر كفاءة دون المساس بالأمن.

ورفضت وزارة الخارجية طلبات إجراء مقابلة. لكن المسؤولين الأميركيين أشاروا في التقارير إلى خطوات مثل إضافة موظفين لتسريع معالجة التأشيرات. وأعادت السفارة في العاصمة العراقية للتو فتح خدمات قنصلية محدودة في الخريف الماضي بعد إغلاقها لمدة ثلاث سنوات إثر هجوم 2019.

كما أشارت الحكومة إلى الخسائر التي تسبب بها الوباء في معالجة التأشيرات في جميع أنحاء العالم وتحويل الموارد الفيدرالية إلى الأزمة في أوكرانيا.

ولم يشهد برنامج اللاجئين الأميركي، الذي شملته تخفيضات تاريخية في عهد ترامب، علامات على التعافي سوى خلال الأشهر الأخيرة.

وعلقت الولايات المتحدة برنامج الوصول المباشر في يناير 2021، بعد اتهام ثلاثة أشخاص بسرقة معلومات من قاعدة بيانات أميركية للاجئين لمساعدة العراقيين الذين يحاولون الهجرة بطرق احتيالية. ولم يعد البرنامج سوى في مارس 2022. وقالت التقارير الأميركة حينها إن هناك التزاما “بضمان حصول أولئك الذين ضحوا بسلامتهم من أجل مصالحنا الجماعية على فرصة لطلب اللجوء في الولايات المتحدة”.

وقد يكون الأمر مربكا للعراقيين الذين ما زالوا ينتظرون. وقال الشافعي إن متعاقدا أميركيا وظّفه للعمل حارسا شخصيا لوزارة العدل العراقية من 2003 إلى 2006 حين غادر العراق. وقيل له إن التعطيل يرجع إلى عملية التأكد من تعيينه بعد سنوات عديدة ومن بعيد.

ويشعر هو وزوجته بالقلق على أطفالهما. واستضاف الأردن عشرات الآلاف من اللاجئين العراقيين على مر السنين، لكن هؤلاء اللاجئين يواجهون تحديات في الحصول على تصاريح للعمل، وخاصة في المهن الرئيسية، وهم ممنوعون من التمتع بالمواطنة.

و يتساءل الشافعي عن مستقبل عائلته التي تعتمد على الصدقات من مجموعات الإغاثة. وقال إن الأسرة خائفة من العودة إلى العراق لأن قريبهم، وهو الآن عضو في فصيل مسلح، هددهم أكثر من مرة. ويدرس ابنه الأكبر في المدرسة الثانوية لكنه نادرا ما يغادر غرفته. ويقول إنه لا جدوى من الدراسة لأن والديه لا يستطيعان تحمل الرسوم الجامعية في الأردن.

ويعيش الصحافي العراقي علي المشخيل الآن في ولاية مين الشرقية في الولايات المتحدة. وقال إنه يتواصل بشكل شبه يومي مع عراقيين في الولايات المتحدة يحاولون مساعدة العائلة أو الأصدقاء الذين ما زالوا في العراق. وله أربعة أشقاء وأب يحاول مساعدتهم على الهجرة. وكتب مقال رأي دعا فيه إدارة بايدن إلى إلغاء التجميد أثناء تعليق البرنامج. ولا يرى حتى الآن تقدما يذكر.
و لا يزال راشد والشافعي يرغبان في الانتقال إلى الولايات المتحدة.
و أمضى راشد معظم حياته في العراق. لكن عودته إلى وطنه تعدّ خطرة بسبب عمله لصالح الجيش الأميركي. و قال إنه عمل مع القوات الأميركية في 2008 بينما كانوا يقاتلون جيش المهدي (أنصار مقتدى الصدر). و بعد أن أصبح الصدر شخصية سياسية مهمة، أصبح أنصاره أكثر حضورا في السلطة. ورغم أن راشد هو مواطن أردني – عراقي، إلا أنه لا يرى مستقبلا لأولاده في الأردن.

و قال “أريدهم أن يعيشوا بشكل أفضل مع أمة أفضل ومستقبل أفضل”.

ويشعر الأشخاص الذين يعملون لمساعدته بالإحباط أيضا. وقال محامي راشد ويس بيكارد، إن الرجل أكمل المقابلة القنصلية في 2019. وتوقع حينها أن تتحرك عملية الحصول على التأشيرة بسرعة بعد ذلك. لكنه علق في ما يسمى بـ”رفض المعالجة الإدارية” دون دلالة على موعد انتهاء العملية.

وقالت المحامية في المشروع الدولي لمساعدة اللاجئين جينيفر باتوتا إن هناك عددا من الأسباب التي تجعل الأشخاص عالقين في عمليات التحقق، مثل تطابق اسمهم مع شخص آخر تشك الحكومة فيه.

وعمل كيفن براون مع راشد خلال جولتين في العراق وكتب له خطاب توصية. وقال براون، المتقاعد من الجيش والذي يعيش في ولاية كونيتيكت، إنه من المحبط أن يسمع أن “يده اليمنى” لا يزال ينتظر. ويود أن يصبح راشد مواطنا أميركيا. وقال “إذا لم يستطع ذلك، فإنني أريد أن أعرف السبب”.
المصدر: صحيفة العرب اللندنية

كلمات مفتاحية

اخبار ذات صلة

تعليقات

أحدث الاخبار

متداول يخسر "70" مليون دولار بعد إرسال العملات المشفرة لعنوان حساب خاطئ

متداول يخسر "70" مليون دولار بعد إرسال العملات المشفرة لعنوان حساب خاطئ

2024-05-08 00:19 7
بوروسيا دورتموند يكتسح باريس سان جيرمان ويتأهل لنهائي دوري أبطال أوروبا

بوروسيا دورتموند يكتسح باريس سان جيرمان ويتأهل لنهائي دوري أبطال أوروبا

2024-05-07 23:55 8
الأمم المتحدة: غوتيريش سيوجه رسالة إلى بوتين بمناسبة تنصيبه لولاية رئاسية جديدة

الأمم المتحدة: غوتيريش سيوجه رسالة إلى بوتين بمناسبة تنصيبه لولاية رئاسية جديدة

2024-05-07 23:51 8
الحكيم يؤكد ضرورة توسعة تمثيل الجامعات العراقية في اتحاد الجامعات العالمي

الحكيم يؤكد ضرورة توسعة تمثيل الجامعات العراقية في اتحاد الجامعات العالمي

2024-05-07 23:34 12
تسمية رئيساً ومدرباً جديدين لنادي أربيل... هذه التفاصيل

تسمية رئيساً ومدرباً جديدين لنادي أربيل... هذه التفاصيل

2024-05-07 23:28 9
فصائل عراقية تتبنى استهداف هدفاً حيوياً في أيلات "أم الرشراش" بالطيران المسير

فصائل عراقية تتبنى استهداف هدفاً حيوياً في أيلات "أم الرشراش" بالطيران المسير

2024-05-07 23:16 11
يد العراق يتعثر أمام فرنسا ببطولة البحر الابيض المتوسط الدولية للناشئين

يد العراق يتعثر أمام فرنسا ببطولة البحر الابيض المتوسط الدولية للناشئين

2024-05-07 22:46 13
رئيسي: المفاوضات ببعض الأماكن والصواريخ في بعض الأماكن يمكن أن تحل المشكلة

رئيسي: المفاوضات ببعض الأماكن والصواريخ في بعض الأماكن يمكن أن تحل المشكلة

2024-05-07 22:35 13
الداخلية عن احتراق عجلة وسط بغداد: تماس كهربائي لا تحتوي متفجرات

الداخلية عن احتراق عجلة وسط بغداد: تماس كهربائي لا تحتوي متفجرات

2024-05-07 22:20 12
المرور العامة: مشروع توحيد اللوحات سيشمل جميع العجلات

المرور العامة: مشروع توحيد اللوحات سيشمل جميع العجلات

2024-05-07 22:14 14
المندلاوي: العشائر لها دور مهم بمساندة الأجهزة الأمنية لتحقيق الاستقرار الأمني

المندلاوي: العشائر لها دور مهم بمساندة الأجهزة الأمنية لتحقيق الاستقرار الأمني

2024-05-07 22:07 13
مصدر: احتراق سيارة في منطقة المنصور وسط بغداد لأسباب مجهولة (صور)

مصدر: احتراق سيارة في منطقة المنصور وسط بغداد لأسباب مجهولة (صور)

2024-05-07 21:43 19
علماء يدرسون إطلاق "لقاح استباقي" جديد لفيروسات كورونا غير المكتشفة

علماء يدرسون إطلاق "لقاح استباقي" جديد لفيروسات كورونا غير المكتشفة

2024-05-07 21:29 11
الرشيد: زيادة سقف منح قروض البناء والإضافات الى 75 مليون دينار

الرشيد: زيادة سقف منح قروض البناء والإضافات الى 75 مليون دينار

2024-05-07 21:23 12
الداخلية تعلن عن اعتقال "26" مخالفاً لقانون الإقامة في العاصمة بغداد

الداخلية تعلن عن اعتقال "26" مخالفاً لقانون الإقامة في العاصمة بغداد

2024-05-07 21:19 11
الاستخبارات العسكرية توقع بـ"مسؤول جمع الجباية" لدى داعش في نينوى

الاستخبارات العسكرية توقع بـ"مسؤول جمع الجباية" لدى داعش في نينوى

2024-05-07 21:14 13
"المطلع" تنشر المقررات الكاملة لجلسة مجلس الوزراء

"المطلع" تنشر المقررات الكاملة لجلسة مجلس الوزراء

2024-05-07 21:01 22
اتحاد الكرة العراقي يعاقب لاعباً مصرياً بعد "بصقه" على حكم المباراة

اتحاد الكرة العراقي يعاقب لاعباً مصرياً بعد "بصقه" على حكم المباراة

2024-05-07 18:27 15