حزب بارزاني يفاوض الصدريين والاطار التنسيقي لتشكيل الحكومة.. من الأقرب للتحالف مع الكرد؟
وعلى صعيد ليس ببعيد، تسعى قوى البيت الكردي للتوحد فيما بينها ووضع المطالب الرئيسية والشروط من اجل الدخول في مفاوضات تشكيل الحكومة المقبلة مع القوى السياسية الشيعية والسنية المؤتلفة فيما بينها.
تقارب وجهات النظر
بعد اعلان نتائج الانتخابات الاولية، اعلن الحزب الديمقراطي الكردستاني تشكيل لجنتين لمتابعة حراك تشكيل الحكومة المقبلة وتقريب وجهات النظر داخل البيت الكردي قبل الذهاب الى بغداد والتفاوض، فيما تؤكد قيادة الحزب الوقوف على مستوى واحد من باقي الاحزاب السياسية.
وقالت عضو الحزب ميادة النجار في تصريح لـ "المطلع"، ان "الحزب الديمقراطي الكردستاني حصل على 33 مقعد في البرلمان"، مبينة انه "بعد اعلان النتائج قام بتشكيل لجنة برئاسة سكرتير الحزب فاضل ميراني لزيارة الاحزاب الكردي من اجل توحيد الصف ليكون للقوى السياسية الكردية خطابا واحدا عند التوجه الى بغداد".
واشارت النجار الى ان "هذه اللجنة اجرت زيارات لأغلب الاحزاب وليس جميعها بسبب ضيق الوقت".
وتابعت ان "الحزب الديمقراطي الكردستاني شكل لجنة اخرى برئاسة هوشيار زيباري لزيارة الاحزاب الشيعية في بغداد وعلى رأسها التيار الصدري والاطار التنسيقي".
واردفت ان "اللجنة ستتباحث مع تلك القوى السياسية كل على حدة لتقارب وجهات النظر ليكون هناك جزءا من الحل للمشاكل السياسية الموجودة اليوم بين الاحزاب الشيعية".و كانت مصادر خاصة قد كشفت في وقت سابق ان زيباري يعتبر احد المرشحين لمنصب رئاسة الجمهورية خلفا لبرهم صالح .
ليس ميالا لطرف
وتضيف النجار ان "الحزب الديمقراطي الكردستاني وكعادته جزء من الحل وليس لتصعيد المشاكل بين الاحزاب سواء كانت شيعية او سنية او غيرها"، موضحة ان "زيارة لجنة الحزب من اجل تقارب وجهات النظر والتوصل الى التفاهمات بشأن المرحلة المقبلة".
وتابعت ان "الحزب الديمقراطي لديه تقارب مع جميع الاحزاب الشيعية وليس ميالا لطرف دون اخر لكنه يرغب بتشكيل حكومة قوية للمرحلة الحالية والمقبلة".
الاقتراب من الصدر
قبيل اجراء الانتخابات المبكرة، احتضنت محافظة اربيل اجتماعات سياسية جمعت قيادة الحزب الديمقراطي الكردستاني بوفدين من التيار الصدري واخر من ائتلاف دولة القانون جرى خلالهما بحث التحالفات ما بعد تشكيل الحكومة، وفيما لم يكن واضحا من هو الاقرب للتحالف مع حزب مسعود بارزاني، تشير مصادر سياسية الى وجود تقارب بين الحزب الديمقراطي والتيار الصدري خلال الايام الماضية.
ويقول المرشح الفائز في الانتخابات غاندي محمد الكسنزاني خلال حديثه لـ "المطلع"، ان "الحزب الديمقراطي الكردستاني الحاصل على اعلى المقاعد من بين الاحزاب الكردية هو اقرب الى التحالف مع التيار الصدري".
واضاف الكسنزاني ان "حظوظ الاتفاق الكردي مع رئيس ائتلاف دولة القانون نوري المالكي ضئيلة جدا"، مردفا ان "الاحزاب الكردية تنتظر توحيد التيار الصدري مع الاطار التنسيقي".
وتابع ان "الاحزاب الكردية ما زالت غير موحدة في ما بينها ولا توجد لغاية الان اي توافقات سياسية مع بعضها البعض"، لافتا الى ان "الاحزاب الكردية في طور المباحثات والاجتماعات مع بعضها لكي تتوحد وتوحد صفها في بغداد الا انها لم تفلح في ذلك لغاية الان".
وبين ان "على الرغم من المشاكل الداخلية في الاحزاب الكردستانية وابرزها الاتحاد الوطني الكردستاني وحركة التغيير الا ان المساعي لتوحيد الصف داخل البيت الكردي لا زالت مستمرة".
يأتي ذلك في وقت يشهد حزب الاتحاد الوطني الكردستاني خلافات حادة بين قيادات واعضاء نتج عنها محاولات اغتيال بالسم طالت ابرز قياداته ملا بختيار الذي نقل الى العاصمة الالمانية برلين لتلقي العلاج.
على اثر ذلك، اجرى الاتحاد الوطني سلسلة من التغييرات في اعضائه كما استبعد اسماء بارزة من الحزب.
وقالت مصادر بالحزب لـ "المطلع"، ان "الاتحاد الوطني قرر استبعاد الرئيس المشترك للحزب لاهور شيخ جنكي والاعضاء الا الطالباني وآراس شيخ جنكي وشادمان ملا حسن من صفوفه عقب توجيه من لجنة قيادية".
واضافت ان "هذا الاستبعاد جاء بعد ادانة المذكورين بخرق النظام الداخلي للحزب، وعدم دعم مرشحي الاتحاد في انتخابات تشرين والعمل بشكل سري لقوائم منافسة".
واظهرت النتائج الاولية التي اعلنتها مفوضية الانتخابات، تقدم الحزب الديمقراطي الكردستاني في الإقليم بـ32 مقعدا كاسبا سبعة مقاعد إضافية مقارنة بالانتخابات الماضية، فيما حقق الاتحاد الوطني الكردستاني 17 مقعدا فيما حققت حركة الجيل الجديد مفاجأة غير متوقعة بمضاعفة عدد مقاعدها بحصولها على تسعة مقاعد.
و بحسب المراقبين فان كل ما رصيد رئيس الحكومة الحالية مصطفى الكاظمي يرتفع كلما طال فترة تشكيل الحكومة الجديدة و عدم الاتفاق بين الكتل السياسية الحالية على مرشح لخلافته فيما يحاول الاطار التنسيقي قطع الطريق امام الكاظمي في تجديد ولايته و البحث عن مرشح بديل .