تطورات الصراع السني على رئاسة البرلمان .. الحلبوسي في الحنانة و "العزم" يلوح بمرشح الساعات الأخيرة
ووصل رئيس تحالف تقدم محمد الحلبوسي، اليوم الثلاثاء، الى منطقة "الحنانة" مقر إقامة زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر لإكمال مباحثات تشكيل الكتلة الأكبر.
وخلال الأيام الماضية جرت لقاءات بين رئيسي تحالفي تقدم وعزم لكنها لم تفضِ الى التوصل الى اتفاق نهائي بشأن الرئيس الجديد لمجلس النواب.
وفي الـ 14 من كانون الاول 2021 أعلن تحالفي عزم برئاسة خميس الخنجر، وتقدم برئاسة محمد الحلبوسي عن تشكيل وفد تفاوضي "موحّد" للتفاوض مع بقية الشركاء السياسيين حول تطورات الاوضاع السياسية في العراق.
شروط عزم .. الرئاسة مقابل الوزارات
ويقول النائب عن تحالف عزم محمد نوري العبد ربه، "لم يتم التوصل حتى الآن الى اتفاق نهائي بين تحالفي عزم وتقدم على شخصية الرئيس الجديد للبرلمان المقبل".
ويضيف العبد ربه في حديث لـ "المطلع"، ان لدى تحالف عزم مرشحه الخاص لرئاسة البرلمان، مشيراً الى أن "تحالف تقدم اخذ فرصته الكافية والآن الفرصة مواتية لتحالف لعزم في تسنم رئاسة مجلس النواب للمرحلة القادمة".
ووفقاً للنائب عن تحالف عزم ، فإن من الممكن أن يدعم تحالف عزم مرشح تحالف تقدم لرئاسة البرلمان في حال منح تحالف عزم جميع المناصب التنفيذية التي يحصل عليها المكون السني.
ورجح ان يحسم التحالفان موقفهما النهائي قبيل انعقاد الجلسة الأولى لمجل النواب المقرر عقدها الأحد المقبل.
مرشح قوي
في الأثناء يواصل الحلبوسي تحركاته لاستعادة كرسي رئاسة البرلمان مدعوماً بمقاعد تحالفه الـ 38 وعلاقاته بدول الخليج.
ويرى المحلل السياسي الدكتور حميد الطرفي، أن حظوظ الحلبوسي ما زالت جيدة وعالية في امكانية التجديد له كرئيس لمجلس النواب الجديد، خصوصاً مع عدد مقاعد تحالفه في البرلمان الجديد والذين يشكلون جبهة موحدة مرشحها الوحيد لهذا المنصب هو الحلبوسي، وعلاقاته مع دول السعودية والامارات.
ويضيف الطرفي في حديث لـ "المطلع"، ان الجهة الوحيدة التي يمكنها عرقلة وصول الحلبوسي الى رئاسة البرلمان الجديد هي القوى الشيعية ممثلة بالكتلة الصدرية وقوى الإطار التنسيقي، فإذا اتفقا على عدم التجديد له فلن يكون له نصيب.
ورأى ، أن بقاء الخلاف بين السيد مقتدى الصدر وقوى الإطار التنسيقي سيعزز من حظوظ الحلبوسي في الوصول الى كرسي الرئاسة من جديد.
وأعتبر الطرفي، ان عزم لديها أكثر من مرشح لرئاسة البرلمان وهذه نقطة لصالح الحلبوسي، مرجحاً أن "أن يقوم الصدر والحلبوسي بالإعلان عن تشكيل الكتلة البرلمانية الأكبر فالحلبوسي لا يعير اهتمام الى التعامل مع كتلة شيعية موحدة كما يتعامل الكرد".
قطع الطريق على الحلبوسي
وفي إطار مساعيه الرامية الى الحصول على رئاسة البرلمان ، أعلن تحالف "عزم" في كانون الأول الماضي تشكيل تحالف سياسي جديد تحت مسمى "تحالف العزم" الذي يضم الفائزين عن تحالف "عزم" بقيادة الخنجر، وحزب الجماهير، وحركة حسم للاصلاح، ونواب عن كتلة العقد الوطني، والتحالف العربي في كركوك.
ويضم التحالف الجديد 34 نائباً فائزاً في الانتخابات النيابية الماضية التي جرت في الـ 10 من تشرين الأول/ أكتوبر الماضي.
ووفقاً لمراقبين للشأن السياسي، فإن التحالف الجديد يسعى الى سحب البساط من رئيس تحالف "تقدم" محمد الحلبوسي الذي يسعى جاهداً لتكريس نفسه كزعيم للعرب السنة في العراق.
ويقول الصحفي العراقي حسين الموسوي، أن الصراع السني المتصاعد على منصب رئيس البرلمان بسبب ما يمثله هذا المنصب من ثقل سياسي وتأثير اجتماعي لدى المكون السني.
ويضيف الموسوي في حديث لـ "المطلع"، ان العرب السنة غالباً ما يلتفون حول من يشغل منصب رئيس مجلس النواب كونه يمثل أعلى سلطة سياسية للمكون في العراق.
ومع اقتراب الجلسة الأولى للبرلمان الجديد من الانعقاد الأحد المقبل ، ترفع القوى السياسية من وتيرة تحركاتها لتسمية الرئاسات الثلاث فيما يتعين عليها بموجب الدستور تسمية رئيس للبرلمان في الجلسة الأولى للبرلمان الجديد.
وفي حال لم تفضِ المفاوضات السياسية الى التوصل الى اتفاقات نهائية بشأن الرئاسات الثلاث، فإن سيناريو الجلسة المفتوحة سيكون حاضراً.