بتمديد حالة الطوارئ.. بايدن "يشرعن" تواجد قواته في العراق والفصائل ترد
وقرر الرئيس الامريكي جو بايدن، اليوم الثلاثاء (10 ايار 2022)، تمديد حالة الطوارئ الوطنية الخاصة بالعراق وسوريا لمدة عام كامل.
وذكر البيت الأبيض، في بيان، أن "الرئيس جو بايدن، قرر تمديد حالة الطوارئ الوطنية حول العراق والتي تم الإعلان عنها بموجب امر تنفيذي صادر منذ عام 2003 لمدة عام كامل الى ما بعد تاريخ الـ 22 مايو ايار الجاري وهو الموعد المفترض لانتهائها".
وأضاف البيان، أن "بايدن قرر ايضا تمديد حالة الطوارئ الوطنية حول سوريا والمعلنة منذ عام 2004 لمدة عام كامل لما بعد تاريخ ال 11 مايو الجاري وهو الموعد المفترض لانتهائها".
وقال بايدن، بحسب البيان، ان "الولايات المتحدة ستنظر مجددا الى التغييرات في السياسات والإجراءات المتخذة من قبل سوريا لمواجهة التهديد غير العادي للأمن القومي للولايات المتحدة من أجل تحديد ما إذا كانت ستستمر بحالة الطوارئ الوطنية او تنهيها في المستقبل".
هذا وكانت عدد من الفصائل العراقية المسلحة قد هددت بالتصعيد في حال استمر وجود القوات الاجنبية وخاصة الامريكية في العراق، حيث عدت هذا التواجد بالمخالف للقانون بعد ان صوت مجلس النواب العراقي في وقت سابق على قرار يلزم الحكومة بإنهاء هذا التواجد.
عقوبات من الخزانة امريكية
وجاء اجراء بايدن بالتزامن مع اعلان الولايات المتحدة فرض عقوبات على خمسة أشخاص متهمين بجمع الأموال لتنظيم داعش الارهابي في العراق وسوريا.
واكدت وزارة الخزانة الأميركية، اليوم الثلاثاء (10 ايار 2022)، ان "هؤلاء الأشخاص كان لهم دور محوري في مساعدة المتطرفين على السفر إلى سوريا والمناطق الأخرى التي ينشط فيها التنظيم الإرهابي".
واتهمت امرأة تدعى دوي داليا سوسانتي وشركاؤها بتسهيل تحويل الأموال من إندونيسيا وتركيا وسوريا، حيث استخدمت وبحسب بيان لوزارة الخارجية الامريكية، "الأموال للمساعدة في تهريب أطفال مراهقين من المخيمات إلى الصحراء حيث استقبلهم مقاتلون أجانب".
هذا وكانت شركات اوروبية قد واجهت تهم تتعلق بتقديم المساعدات لتنظيم داعش اثناء تواجده في العراق وسوريا.
وأقرت شركة معدات الاتصالات السويدية "إريكسون" (ERICSON) بأن "عددا من موظفيها في العراق ربما دفعوا رشى لأعضاء في تنظيم داعش حتى يتمكنوا من استخدام بعض الطرق التي كانت خاضعة لسيطرتهم".
قوات قتالية لا استشارية
وتؤكد حركة عصائب اهل الحق، احدى الفصائل المعارضة للوجود الأمريكي في العراق، ان قرار تمديد حالة الطوارئ يمثل برهانا واضحا على ان القوات الامريكية الموجودة في العراق قتالية وليست استشارية.
وأوضح عضو المكتب السياسي للعصائب سالم العبادي في تصريح لـ "المطلع"، ان "قرار تمديد حالة الطوارئ الامريكية واحدة من الأدلة التي تثبت باليقين صحة ما ذهبت اليه الفصائل بشأن الاتفاق الاستراتيجي الذي عقد في الولايات المتحدة من قبل حكومة تصريف الاعمال الحالية برئاسة مصطفى الكاظمي".
وأضاف العبادي ان "الاتفاق الاستراتيجي كان عبارة عن شرعنة وجود القوات الامريكية على الأراضي العراقية وقواعدها العسكرية".
ولفت الى انه "لا يوجد أي انسحاب حقيقي للقوات الامريكية من العراق كما لا يوجد لها أي نية بهذا الشأن".
واردف ان "هذا يثبت ان القوات الامريكية الموجودة في العراق هي ليست قوات استشارية وانما قتالية محتلة وان القرار السياسي الأمريكي لا يزال مسيطرا على كثير من الأطراف".
حلم لن يتحقق
ويرى مراقبون للشأن السياسي والامني، ان قرار بايدن الاخير يمثل ضربة بوجه المساع لإخراج القوات الامريكية من العراق، فيما وصفوه بـ "الحلم الذي لن يتحقق".
وقال الخبير الاستراتيجي عبد الرحمن الجنابي في حديث لـ "المطلع"، ان "قرار بايدن بتمديد حالة الطوارئ في العراق يؤكد على ان القوات الامريكية لن تخرج من العراق لعام اخر وهذه المدة قابلة للتمديد".
واضاف ان "خروج القوات الامريكية من العراق حلم لن يتحقق وفي حال مورست ضغوطات على القوات الامريكية المتواجدة فهي ليست لها تأثير خاصة في اطلاق صواريخ الكاتيوشا".
واشار الى ان "الولايات المتحدة الامريكية وبريطانيا تحاولان سحب العراق من ايران وبالتالي فأن الاخيرة تخلت عن الفصائل الموالية لها وحتى السياسيين".