العيساوي يستشيط غضبا ومطرقة المندلاوي تؤجل احلام الكريم بالفوز في رئاسة البرلمان
عقد مجلس النواب جلسته الأولى من فصله التشريعي الأول للسنة التشريعية الثالثة من الدورة الانتخابية الخامسة برئاسة النائب الأول لرئيس المجلس محسن المندلاوي وحضور 314 نائبا امس السبت المخصصة لانتخاب رئيس لمجلس النواب والتي اعلن فيها عن تسلم طلبات من النواب سالم العيساوي ومحمود المشهداني وشعلان الكريم وطلال الزوبعي وعامر عبد الجبار للترشح لمنصب رئيس المجلس فيما انسحب النائب عبد الرحيم الشمري من الترشح.
وأظهرت نتائج الجولة الأولى من الاقتراع حصول النائب شعلان الكريم على 152 صوتا والنائب سالم العيساوي 97 صوتا والنائب محمود المشهداني على 48 صوتا والنائب عامر عبد الجبار على 6 أصوات فيما حصل النائب طلال الزوبعي على صوت واحد بينما كان عدد الاوراق الباطلة عشرة.
وذهب مجلس النواب العراقي الى جولة ثانية لانتخاب رئيس البرلمان بعد ان انتهت الجولة الاولى دون حصول احد من المرشحين على العدد الكافي من الاصوات او الاغلبية المطلقة للفوز بمقعد رئيس المجلس تنافس فيها النائبين شعلان الكريم وسالم العيساوي اذا يتطلب المرشح الحصول على الاغلبية المطلقة اي 165 صوتا للحصول على مقعد رئيس البرلمان.
تسريبات سياسية رافقت جلسة التصويت على اختيار رئيس البرلمان ابرزها تناول انباء عن انسحاب المرشح العيساوي من التنافس وحدوث مشادات بين بعض الاطراف السياسية وسط مطالبات لرئيس الجلسة المندلاوي بتأجيل الامر الذي اضطره الى تأجيل الجلسة بشكل متكرر ليعلن في وقت متأخر من مساء امس تأجيلها الى اشعار اخر.
وشهد البرلمان انقساما حادا حول فوز الكريم في جولة التصويت الاولى وجرى الحديث عن فيديوهات سابقة له يمجد فيها رئيس النظام السابق صدام حسين حيث عقد النائب يوسف الكلابي مؤتمرا صحفيا أكد فيه رفض تسنم الكريم رئاسة البرلمان متوعدا باللجوء الى المحكمة الاتحادية ورفع دعوى ضده لكونه يمجد حزب البعث المنحل.
وبادر عدد من اعضاء البرلمان الى اتخاذ موقف مشابه من بينهم النائب عن كتلة الصادقون النيابية احمد الموسوي حيث اكد بانهم لن يكونوا جزءا من تمكين بقايا البعث.. وأن التاريخ سيكتب ولن يرحم المرجفين والمتخاذلين.
وبينما ذهبت الكتل النيابية لعقد اجتماعات لحسم التصويت لصالح احد المرشحين فجر السياسي عزت الشابندر في تغريدة له معلومات حول بيع اصوات النواب لصالح الكريم مقابل مبالغ مالية طائلة قائلا في تغريده له على موقع (X): أدعو رئيس مجلس النواب بالوكالة الى رفع جلسة التصويت الى اشعار آخر بسبب الخرق الاخلاقي والقانوني (الرشوة) وفتح تحقيق عن مصادر الاموال الطائلة التي تُعرض على النائب اليه شرفه (صوته).. واُهيب بكافة النواب الشرفاء الذين تعرضوا للاهانة ببيع أصواتهم لصالح مرشّح معين التقدم بشكوى الى القضاء المختص.
كما تداولت بعض وسائلا الاعلام المحلية معلومات عن منح مبلغ 100 الف دولار لكل نائب يصوت لصالح الكريم واخرى عن وصول سعر صوت النائب للتصويت على مرشح معين إلى نحو 600 ألف دولار.
في ظل الجدل الذي رافق احداث جلسة البرلمان امس كشف النائب السابق مشعان الجبوري عن انسحاب المرشح سالم العيساوي من سباق الترشح لمنصب رئيس البرلمان مؤكدا في تغريدة له انه:"اصبح من المؤكد أن الشيخ شعلان الكريم هو الرئيس الجديد لمجلس النواب لان الوقائع المستجدة ادت للاتفاق على انسحاب المرشح المنافس سالم العيساوي”.
من جانبه ظهر النائب العيساوي بمقطع فيديو بدى فيه غاضبا،نفى فيه انباء انسحابه من الترشح لمنصب رئيس البرلمان،مؤكدا عدم صحة ما جرى تداوله.
واتهمت كل من النائبة حنان الفتلاوي والنائبة سروة عبد الواحد النائب الاول محسن المندلاوي بعرقلة جلسة التصويت على اختيار مرشح رئاسة البرلمان.
الفتلاوي ذكرت في حديث لها ان "تأخير عقد الجلسة لغاية الآن استهانة صريحة بالنواب ومخالفة مؤسفة للنظام الداخلي فهل يعقل ان ننتظر الموافقة من خارج المجلس"،داعية رئيس المجلس بالإنابة محسن المندلاوي الى "عقد الجلسة والالتزام بالنظام الداخلي".
اما النائبة سروة عبد الواحد فقد اشار بالقول:"فقط في البرلمان العراقي يتم قمع أصوات أغلب النواب وكم سياسي خارج المجلس يعطلون الجلسة، في حين أن هذه الجلسة مهمة ودستورية لكننا يجب أن ننتظر نزول الإلهام على النائب الأول لكي نكمل الإجراء الدستوري!"،متسائلة “أين يريدون أن يصلوا بالبرلمان؟! فهو معطل وغير فاعل في رقابته، والوحي ينزل بعد 12 ليلاً حينما تنام سندريلا!".
وكشفت مصادر سياسية لوكالة "المطلع"،ان "كتلتي دولة القانون وصادقون رفضتها المضي في اجراء التصويت لصالح النائب شعلان الكريم وانسحاب نوابا اخرين من كتل متعددة في الاطار التنسيقي".
المصادر اشارت الى:"وجود انتهاكات في عقد جلسة اختيار رئيس البرلمان تمثلت باغراءات كبيرة لمن يمنح صوته لاحد المرشحين المتنافسين للحصول على المنصب".
كما بينت،ان "انسحاب عدد من النواب الرافضين لتمرير الكريم من الجلسة اخل بالنصاب وبالتاي تم رفعها الى وقت اخر غير معلوم".
من جهتها أكدت النائبة عن الاتحاد الوطني الكردستاني سروة محمد رشيد، أن المكون الكردي سيصوت على مرشح الاغلبية في الجلسة المقررة لانتخاب رئيس مجلس النواب،حيث اكتفت رشيد بالقول في حديث لـ"المطلع"، إن "المكون الكردي سيصوت على مرشح الاغلبية".
وهدد القيادي في تحالف عزم حيدر الملا باللجوء الى النزاهة والمحكمة الاتحادية على خلفية ما اسماه بسوق النخاسة لشراء اصوات النواب من اجل التصويت لصالح مرشح حزب تقدم.جاء ذلك في تغريده له على موقع (X).
وعلمت وكالة "المطلع"،من مصادر سياسية بان "القوى السياسية ستعيد ترتيب اوراقها بعد فشل انتخاب رئيس للبرلمان للمرة الثالثة عبر تكثيف الحوارات للوصول الى توافق يفضي لدعم مرشح وحيد يحضى بتوافق الاغلبية ويمرر في جلسة واحدة دون تعقيدات".
مراقبون للشأن السياسي عدوا تأجيل جلسة اختيار رئيس البرلمان بانها انهت حلم رئيس كتلة تقدم النيابية شعلان الكريم المدعوم من زعيم الحزب محمد الحلبوسي بالظفر في المنصب بسبب وجود اعتراض قاطع على توليه منصب رئيس البرلمان من قبل اطراف بارزة في الاطار التنسيقي داعمة لخصمه النائب سالم العيساوي.