الانقسامات تهدد توقيتات تشكيل الحكومة وتحذير من نقل "الوضع اللبناني والافغاني" الى العراق
وعلى الرغم من الدعوات التي اطلقتها بعض الزعامات السياسية لاستثمار الوقت الذي منحته المحكمة الاتحادية العليا عبر قراراتها الاخيرة بشأن دستورية جلسة البرلمان الاولى وابعاد هوشيار زيباري عن الترشيح لرئاسة الجمهورية الا ان تلك الدعوات لم تلق اذن صاغية او مستجيب، الا بدعوة زعيمي التيار الصدري مقتدى الصدر والحزب الديمقراطي الكردستاني مسعود بارزاني بعقد اجتماع للتحالف الثلاثي من اجل الوقوف على اخر التطورات السياسية وتقوية التحالف، فيما تنتظر قوى الاطار التنسيقي دخولها بتحالف توافقي مع باقي القوى لإكمال الاستحقاقات الدستورية وحل الانسداد السياسي.
عقبة تشكيل الحكومة
ومع دعوات القوى السياسية للوصول الى حل ينهي حالة الانسداد السياسي، تستبعد بعض الأحزاب حل تلك الحالة وعبور عقبة تشكيل الحكومة الجديدة.
ويقول نائب الامين العام لحزب بيارق الخير راجح العيساوي خلال حديثه لـ "المطلع"، انه "يبدو ان الاحزاب والكتل السياسية لا سيما الفائزة في الانتخابات دخلت مرحلة الانسداد السياسي مع باقي الاطراف خاصة قوى الاطار التنسيقي وهذا يتضح من خلال التغريدات لزعيم التيار الصدري مقتدى الصدر ورئيس تحالف تقدم محمد الحلبوسي".
ولفت العيساوي الى ان "القوى السياسية الحالية تبحث عن دولة مكونات وليست دولة مؤسسات او قانون"، مضيفا ان "هناك اجتماع مرتقب للتحالف الثلاثي وفي حال تم الاتفاق بينهم على تمرير رئيس الجمهورية الا ان ذلك قد لا يتم بسبب وجود الثلث المعطل في البرلمان والمتمثل بالاطار التنسيقي".
وأشار الى ان "الثلث المعطل في البرلمان قد يشكل عقبة امام تشكيل الحكومة المقبلة"، مبينا ان "المشكلة اليوم ان جميع القوى السياسية تريد ان تشارك في الحكومة من اجل الحفاظ على مكاسبها وتخشى من المساءلة في حال تم فتح ملفات الفساد".
نقل الحرب الاهلية اللبنانية
تصاعد حدة الانقسام السياسي وما ينتج عنه من استهدافات وتوتر ينذر بعواقب وخيمة، كما تراه القوى السياسية وحتى الشارع العراقي، لكن مراقبون يحذرون من تدهور الوضع العراقي نحو الأسوأ وبالتالي تكرار مشهد الحرب الأهلية اللبنانية في العراق.
ويوضح المحلل السياسي سمير عبيد خلال حديثه لـ "المطلع"، ان "المخطط الذي يدفع نحو صراع (شيعي – شيعي) فهو ليس صراع (سني – شيعي) داخل العراق ومثلما يتوقعه البعض فالحذر من الوقوع في فخ العداء السني - الشيعي الذي يُغرد لدعمه بعض الشخصيات السياسية والحزبية"، مبينا ان "هذا النوع من الصراع أفشلهُ العراقيون عام ٢٠٠٦/٢٠٠٧ وعبروا المحنة ببقاء العراق سالما وحتى بعد نكبة حزيران ٢٠١٤ وقف العراقيون بوجه المخطط الارهابي واسقطوه".
وبين عبيد ان "الصراع الشيعي - الشيعي هو مخطط ويدفعون له للأمام وورائه اسرائيل وامريكا والغرب وانظمة خليجية والهدف منه هو أقصاء الاسلام السياسي الراديكالي الذي يوالي إيران وبدعم من المجتمع الدولي ودعم الاسلام السياسي المعتدل في العراق".
أفغانستان صغيرة
ويضيف عبيد ان من ضمن المخطط "انهاء قوة حلفاء إيران من سياسيين وفصائل مسلحة بهدف اضعاف ايران واخراجها من العراق وفرض الانكفاء عليها نحو الداخل الإيراني ومن المؤسف ان هذه المعركة وهذا المخطط مسرحهما هو العراق والسبب هو غياب رجالات الدولة الذين يدافعون عن العراق".
واكد ان "هناك انظمة خليجية تدفع بقوة للفوضى والصراع الشيعي – الشيعي وبنيّة خبيثة أبعد من هدف امريكا والغرب والذي هو اضعاف حلفاء ايران واخراج ايران من العراق بل أن تلك الانظمة الخليجية تريد استمرار الفوضى والعنف والتطرف في المنطقة الشيعية في وسط وجنوب العراق وتحويلها الى (افغانستان صغيرة) لتصدر اليها تلك الانظمة الخليجية جميع مشاكلها ومتطرفيها اي نحو جنوب العراق لتنجوا هي من الربيع الخليجي الذي ينتظرها لا محال".
وتتجدد التحذيرات من التدخلات الخارجية في تحويل العراق الى صراع داخلي خاصة مع التدهور الأمني الذي شهدته بعض المحافظات وابرزها محافظة ميسان بعد سلسلة من حوادث الاغتيالات التي استهدفت شخصيات محلية امنية ومجتمعية، حيث بدأت تلك التحذيرات والمخاوف سيما خلال الانتخابات الأخيرة والاتهامات التي وجهت نحو دول خليجية من اجل تغيير في القوى التي لديها ثقل في المشهد السياسي العراقي.
كلمات مفتاحية
- العراق
- لبنان
- افغانستان
- الحكومة الجديدة
- مجلس النواب
- حرب اهلية
- مقتدى الصدر
- الاطار التنسيقي
- بغداد
- كردستان
- السنة
- الشيعة