
من "عبرة" إلى "ورطة".. إسرائيل عالقة في غزة.. سيناريو "حرب عالمية ثالثة" وسط توقعات بــ "انهيارها"
و مع تصاعد حدة العمليات العسكرية التي يشنها النظام الإسرائيلي ضد قطاع غزة عقب إعلانه الحرب بشكل رسمي، تراجعت نسبة التأييد الدولي الذي حصلت عليه إسرائيل من خلال الاعلام الغربي بعد تدخل منظمات دولية للكشف عن "عمليات تزييف" عديدة ارتكبت من وسائل الاعلام الأجنبية المؤيدة لإسرائيل، بالإضافة الى التاثيرات السلبية للعمليات العسكرية التي يشنها النظام الإسرائيلي ضد القطاع والتي أدت الى "مجازر" استهدفت المدنيين الفلسطينيين فيما بات يوصف بــ "عملية إبادة اثنية وعقاب جماعي" من قبل الاعلام الدولي.
الانقلاب في المواقف من التاييد الكامل لإسرائيل الى الانتقاد، لم يتوقف عند حد وسائل الاعلام التي اضطرت الى تغطية بشاعة العمليات العسكرية الإسرائيلية بعد تصاعدها الى مستويات "غير مسبوقة" اثارت قلق المنظمات الدولية المعنية، بل تعداه الى الدول التي كانت تؤيد بشكل كامل التحركات الإسرائيلية واهمها الولايات المتحدة، التي انتقلت من "تشجيع ودفع إسرائيل" الى مهاجمة قطاع غزة بالكامل، الى دعوتها لــ "التريث" و"ضبط النفس"، امر تحقق نتيجة لتصاعد خطر رد الفعل من دول المنطقة التي اطلقت تهديدات صريحة ضد إسرائيل بالتحرك العسكري في حال تابعت مساعيها لغزو القطاع المحاصر منذ عشرين عاما.
إسرائيل وفي أولى بوادر ادراكها لخطر تصرفاتها، أعلنت بشكل رسمي عن "تأجيل" عملياتها العسكرية لغزو القطاع، معلنة ان "الظروف الجوية" ليست بالملائمة حاليا لتنفيذ اجتياح ارضي للقطاع، قرار اتى بالتزامن مع صدور تهديدات من ايران وصلت الى إسرائيل عبر الأمم المتحدة، واتخاذ الدول العربية واهمها السعودية مواقف داعمة بشكل كامل وصريح لحركة حماس واصادرها ادانات رسمية لخطط الغزو الإسرائيلية وعمليات القصف المستمرة حتى اليوم.
نقطة التحول في موقف الولايات المتحدة وإسرائيل، بدات مع اصدار معهد واشنطن للدراسات تقريرا في الثالث عشر من الشهر الحالي، حذر خلاله من تبعات استمرار مخططات الغزو الإسرائيلية وعمليات القصف ومحاصرة المدنيين في قطاع غزة، معلنا ان المتضرر الأكبر من استمرار النهج الإسرائيلي الحالي، سيكون امن إسرائيل ذاتها، ومصالح الولايات المتحدة الامريكية في المنطقة.
حملة الأكاذيب ودعوات "الانتقام" تنقلب على مطلقها
مع استمرار صدور المضامين الإعلامية الغربية التي اتخذت شكلا مؤيدا بالكامل لإسرائيل وتضمنها دعوات صريحة للعنف ضد المسلمين والعرب في داخل وخارج فلسطين، بالإضافة الى التصريحات التي صدرت عن المسؤولين الإسرائيليين وأعلنت صراحة عن نية تل ابيب شن "عملية إبادة" ضد سكان القطاع، ظهرت الى المجال العام حملة مضادة كشفت عن وجود "أكاذيب" ومعلومات مضللة قامت إسرائيل واعلام الغرب بنشرها بهدف تضليل الراي العام واستحصال التعاطف الدولي للجرائم التي باتت ترتكبها في قطاع غزة، بحسب وصف الميدل ايست أي.
من بين اهم ما تم الكشف عنه، وتسبب بحرج كبير للإدارة الامريكية، هو نشر شبكة أي 24 الإسرائيلية معلومات مضللة، ادعت خلالها قيام حركة حماس بــ "قطع رؤوس أطفال رضع"، بالإضافة الى نشرها صورا ادعت انها لطفل رضيع تم حرقه حيا، تلك المعلومات علق عليها البيت الأبيض بالتأكيد ليعود لاحقا وينفيها عقب تدخل مباشر من منظمة هيومن رايتس ووتش الدولية التابعة للأمم المتحدة، والتي نشرت في الحادي عشر من أكتوبر، تقريرا اكدت خلاله ان المعلومات التي وردت عن الحكومة الإسرائيلية وشبكة أي 24، هي "كاذبة"، موضحة عدم وجود أي ادلة على ارتكاب أي جرائم ضد أطفال إسرائيليين من قبل حماس، وموضحة ان الصورة التي تم تناقلها على انها "طفل إسرائيلي تعرض للحرق" هي في الواقع صورة "لجثة كلب محروقة".
الحرج الذي وجدت إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن نفسها امامه عقب كشف المنظمة الأممية للمعلومات المضللة التي اعتمدتها من المصادر الإسرائيلية، دفعها الى اصدار "توضيح" ادعت خلاله ان الصور التي عرضت لم تكن ذاتها التي اطلعت عليها الإدارة الامريكية، لتشهد تصريحات البيت الأبيض بعدها "تراجعا" في حدتها اقترنت بصدور توضيحات من معهد واشنطن حول الخطر الذي بات يحوم بالمصالح الامريكية في المنطقة في حال استمرت بدعم التحركات الإسرائيلية ومساعيها لغزو القطاع.
الإدارة الامريكية وجدت نفسها في حرج أكبر عقب إصدارها دعوات وصفت بــ "المتطرفة" لدعم إسرائيل، حيث أدت تلك الدعوات الى وقوع جريمة مروعة في ولاية ايلينوي الامريكية في السادس عشر من أكتوبر الحالي، تضمنت قيام امريكي بمهاجمة عائلة من أصول فلسطينية تقطن في بناية يديرها، هجوم المواطن الأمريكي الذي وصفته وسائل الاعلام ومنها الاسوشيتد برس بــ "المتأثر" بالخطاب الإعلامي المتطرف الذي صدر عن الحكومة الامريكية، أدى الى مقتل طفل بعمر ست سنوات ووضع والدته في مستشفى بحالة خطرة.
الهجوم الذي أدى الى "اثارة الهلع" في المجتمع الأمريكي بالتزامن مع استمرار الاشتباكات بالأيدي والتظاهرات الطلابية المؤيدة لفلسطين ضد تظاهرات الجهات السياسية الامريكية المؤيدة لإسرائيل، دفع بحديث عن وجود "خطر حقيقي داخلي" في الولايات المتحدة قد يتسبب بوقوع "صراع اهلي" نتيجة للتطرف في الخطاب الإعلامي الذي صدر عن الحكومة الامريكية ووسائل اعلامها، بحسب الاسوشيتد برس.
وفي داخل القطاع، أدى الكشف عن ارتكاب النظام الإسرائيلي "جرائم حرب" ضد المدنيين الفلسطينيين ومن اكبرها تحديد وزارة الدفاع الإسرائيلية لطريق صلاح الدين داخل القطاع كــ "ممر امن" للمدنيين قبل القيام باستهدافه بالقصف بحسب ما اكدت صحيفة الفاينشنال تايمز، بالإضافة الى جريمة أخرى قامت خلالها القوات الإسرائيلية بارسال رسائل نصية الى هواتف سكان مدينة بيت حنون، طلبت منهم الخروج من منازلهم والتجمع في مركز المدينة، قبل ان تقوم بقفصه بالطائرات والمدفعية، بحسب ما كشفت الميدل ايست أي.
جرائم استهداف المدنيين بشكل متعمد من قبل القوات الإسرائيلية التي أصدرت تهديد لسكان القطاع بضرورة "اخلائه" في خرق واضح للقوانين الدولية، بحسب هيومن رايتس ووتش، أدت الى انهيار اكبر في نسب تاييد الراي العام للعمليات العسكرية الإسرائيلية، بحسب الاسوشيتد برس، والتي وصفت بانها احد العوامل التي دفعت بإسرائيل الى "تأجيل" اجتياح القطاع.
انقلاب الراي العام على إسرائيل بعد الكشف عن المعلومات المضللة التي نشرتها بالإضافة الى الجرائم التي ارتكبتها ضد الإنسانية بحق سكان القطاع، لم تكن السبب الوحيد وراء ارجاء عمليتها العسكرية لغزو القطاع المحاصر، بحسب ما بينت صحيفة النيويورك تايمز الامريكية.
غزو القطاع سيؤدي الى "تحرك عسكري".. إيران تهدد إسرائيل والأمم المتحدة "تحذر"
الحصار الكامل الذي فرضته إسرائيل على القطاع ومنعها وصول المساعدات الإنسانية بالإضافة الى إيقاف تجهيز المياه، الطاقة، الوقود والطعام، تحت تعليمات وتصريحات مباشرة من وزارة الدفاع الإسرائيلية، دفعت بالأمم المتحدة الى اصدار "تحذير خطر" في الخامس عشر من أكتوبر الحالي، مؤكدة خلاله وقوع "كارثة إنسانية" في قطاع غزة ستزداد بشاعتها في حال أقدمت إسرائيل على خططها للغزو، بحسب ما أوردت شبكة السي ان ان المتحيزة للجانب الإسرائيلي.
الأمم المتحدة انضمت أيضا الى معهد واشنطن في التحذير من تحول الصراع الى "إقليمي" في حال تم تنفيذ الغزو، مؤكدة ان جهات متعددة ودول المنطقة لن تبقى "صامتة" على قيام إسرائيل بغزو القطاع، ومحذرة من ان اتساع رقعة الصراع ستؤدي الى نتائج "لا يحمد عقباها" على النظام الإسرائيلي.
معهد واشنطن أوضح خلاله تقريره انه حصل على معلومات تؤكد "احتشاد" فصائل عراقية في منطقة الجولان السوري المحتل، بالإضافة الى تحشد عسكري سوري تزامن مع تحركات عسكرية مماثلة في كل من اليمن ولبنان، منبها الرئيس الأمريكي جو بايدن الى "خطورة الامر" ومؤكدا ان غزو إسرائيل للقطاع سيؤدي الى "فتح عدة جبهات" لا تستطيع معها القوات الإسرائيلية والأمريكية صد الهجمات عبرها.
الإدارة الامريكية والتي أرسلت مجموعة حاملة الطائرات يو اس اس جيرالد فورد الى المتوسط وأصدرت تحذيرا لحزب الله ولبنان من مغبة "التدخل" في الحرب، وجدت نفسها امام تحذيرات إضافية من ان وجود تلك القوة لن يمنع التحرك ضد إسرائيل في حال قررت تنفيذ غزوها للقطاع، الامر الذي دفعها الى "ممارسة ضغوط" على تل ابيب لتاجيل العملية.
وعلى الرغم من وجود البوارج الامريكية في منقطة النزاع وإصدار بايدن تصريحات حذر خلالها حزب الله وايران من التدخل في الحرب، الا ان رد الفعل اتى بشكل معاكس، حيث كشفت صحيفة اكسيوس الإسرائيلية في الرابع عشر من أكتوبر عن ارسال ايران رسالة الى إسرائيل عبر الأمم المتحدة، تحذرها خلالها من انها ستكون "مضطرة" للتحرك عسكريا ضدها في حال قامت بغزو قطاع غزة.
بحسب الصحيفة الإسرائيلية، فان وزير الخارجية الإيرانية امير عبد الهيان التقى بمبعوث الأمم المتحدة الى الشرق الأوسط تور وينسلاند، واكد له ان ايران "لا تريد ان تتسع رقعة الصراع لتصبح حربا إقليمية، وانها ستساعد على تامين اطلاق سراح المدنيين الإسرائيليين الاسرى لدى حماس، لكنها ستكون مضطرة للتحرك عسكريا ضد إسرائيل في حال قررت غزو القطاع"، بحسب وصفها.
مكتب رئيس وزراء النظام الإسرائيلي من جانبه، رفض الإجابة على أسئلة الصحيفة حول التهديدات الإيرانية، مكتفيا بإعلان تأجيل العملية العسكرية لاجتياح القطاع حتى الأسبوع القادم.
استمرار العمليات الإسرائيلية.. حرب إقليمية محتملة قريبا
شبكة بي بي سي البريطانية وفي تقرير نشرته في السابع عشر من الشهر الحالي، أعلنت ان المعلومات التي حصلت عليها من المختصين، المحللين والمسؤولين في بلدان وجهات عدة في المنطقة، اكدت ان استمرار العمليات العسكرية الإسرائيلية ضد قطاع غزة، وبالأخص تنفيذها خطط الغزو، سيؤدي الى وقوع "حرب إقليمية".
وتابعت "حتى اللحظة تدرك جميع الأطراف ان التحركات الإسرائيلية اذا ما استمرت فانها ستؤدي الى تحول الحرب الباردة الحالية الى حرب ساخنة جدا تشهد دخول عدة دول بجانب ايران الى الصراع، بالإضافة الى الجهات المسلحة النشطة في المنطقة ومنها حزب الله اللبناني والفصائل العراقية المرابطة في سوريا"، مؤكدة ان وجود البوارج الامريكية لن يكون "رادعا" كافيا.
شبكة ام اس ان بي سي الامريكية، وفي لقاء مع الجنرال الأمريكي ستيفن تويتي الذي قاد عملية احتلال العاصمة بغداد خلال حرب عام 2003، اكدت ان الغزو الإسرائيلي لقطاع غزة سيؤدي الى "نتائج كارثية" على إسرائيل وقواتها، موضحة ان قوات حماس متمركزة داخل القطاع ومستعدة للاشتباك المسلح المباشر مع القوات الإسرائيلية مستخدمة شبكة الانفاق الواسعة التي قالت انها ستحاول استغلالها لمحاصرة القوات الإسرائيلية في حرب شوارع لا يمكن توقع نتائجها.
كما وبين الجنرال الأمريكي أيضا ان إسرائيل حتى وان نجحت في السيطرة على قطاع غزة بالكامل عبر الغزو العسكري، فانها ستواجه ذات المشاكل التي واجهت القوات الامريكية بعد سيطرتها على بغداد، ومنها ظهور العمليات المسلحة المنظمة التي تستهدف قواتها وتستنزفها داخل القطاع وتؤدي الى خسائر كبيرة في الجيش الإسرائيلي، بالإضافة الى الخطر المترتب على تنفيذ الغزو والدفع بدول المنطقة الى صراع مفتوح مع إسرائيل.
الخطة الإسرائيلية الحالية.. تهجير سكان القطاع وسط "تهديد" مصري بالرد
تعاظم الخطر الذي باتت إسرائيل تواجهه من الفصائل المحتشدة على حدودها بالإضافة الى التهديدات الإيرانية وفقدانها جزء كبير من الدعم الدولي الاولي الذي حصلت عليه عقب احداث السابع من أكتوبر وعملية طوفان الأقصى، تطور بشكل اكبر بعد اصدار النظام الإسرائيلي تهديدا لسكان القطاع يطالبهم خلاله بمغادرة أراضيهم نحو صحراء سيناء المصرية، بحسب ما كشفت وكالة رويترز.
محاولة التهجير الجماعي التي صدرت عن الحكومة الإسرائيلية وشهدت ادانة دولية وتحذير من الأمم المتحدة، ردت عليها السلطات المصرية بحسب ما أوردت رويترز في السادس عشر من أكتوبر الحالي، والتي أعلنت عن انها ستؤدي الى "فتح فصل جديد من العداء" بين مصر وإسرائيل في حال أصرت تل ابيب على محاولة دفع الفلسطينيين من سكان القطاع لمغادرة المنطقة نحو الأراضي المصرية تحت تهديد الإبادة الجماعية.
تصاعد عدد الجهات والدول التي أعلنت عن نيتها مواجهة إسرائيل عسكريا في حال أصرت على نهجها الحالي بتهجير سكان القطاع او ابادتهم، اقترن بخطر اخر اكبر بحسب ما بينت شبكة البي بي سي، والتي اكدت ان إسرائيل وفي حال نفذت الهجوم على القطاع فانها لن تواجه عمليات عسكرية من عدة دول في المنطقة وفتح جبهات متعددة من قبل الفصائل المحتشدة ضدها بالإضافة الى الادانات والتحركات الدولية، لكنها ستواجه خطر اكبر.
وأوضحت الشبكة "من الواضح جدا ان حماس مستعدة ومتمركزة جيدا لمواجهة الغزو الإسرائيلي على القطاع في حال وقوعه، حركة حماس اثبتت انها تمتلك قدرات معقدة وفهم جيد لقدرات الجيش الإسرائيلي، الامر الذي يجعلها متقدمة عليه بخطوة"، بحسب وصفها، مشددة "قد تستطيع العمليات العسكرية الإسرائيلية ان تدمر الحديد والكونكريت، لكنها لن تؤدي الى كسر عزيمة الناس المستعدين للموت في سبيل قضيتهم، والتي ستزداد قوة في حال وقوع الغزو"، بحسب وصفها.
المحاولات الإسرائيلية لإجبار سكان القطاع على مغادرته الى الأراضي المصرية لم تؤدي الى نتيجة حتى اللحظة، فيما لم تؤدي عملياتها العسكرية الا لزيادة في الاحتقان الذي بات يهدد النظام الإسرائيلي ذاته والمصالح الامريكية في المنطقة التي اكدت رويترز انها ستكون هدفا سهلا للفصائل المسلحة وخصوصا في العراق، خصوصا بتزامن ذلك مع توقف كامل لمباحثات التطبيع السعودية مع إسرائيل وانهيار محتمل في علاقاتها الدبلوماسية مع مصر التي ترفض تهجير سكان قطاع غزة قسريا الى أراضيها، امر تصر عليه تل ابيب.
لا خيار امام إسرائيل.. غزة أصبحت "ورطة"
العنف الشديد الذي اختارت إسرائيل اتخاذه كنهج في التعامل مع قطاع غزة عقب عملية طوفان الأقصى، قاد الى نتيجة عكسية غير متوقعة، بين انهيار علاقاتها الدبلوماسية مع دول المنطقة التي عملت لسنوات على بنائها، وحتى احتشاد القوات والتهديدات العسكرية ضدها والتي دفعتها الى تأجيل غزوها للقطاع.
إسرائيل تجد نفسها الان مضطرة الى اتخاذ قرار بحسب ما بينت صحيفة الدايلي ميل البريطانية، بين الاستمرار بالنهج الحالي والمخاطرة بحرب إقليمية مفتوحة لا تؤدي فقط الى الاضرار بأمنها بل بالمصالح الامريكية في المنطقة بشكل كبير، وبين التراجع والقبول بشروط سلام جديدة مع حركة حماس، التي لا تبدوا حتى اللحظة مهتمة بعقد سلام مع إسرائيل او إطلاق سراح الاسرى المحتجزين لديها.
النظام الإسرائيلي يدرك أيضا بحسب التحليلات الأجنبية ومنها ما صدر عن رويترز ان تراجعها الكامل الان سيؤدي الى اظهار "ضعف هائل" قد يؤدي الى الاضرار بامنها في المستقبل القريب بشكل كبير، لتجد تل ابيب نفسها الان امام سيناريو جديد، فبدلا من جعل غزة "عبرة"، تجد نفسها الان في ورطة، اما المخاطرة بالحرب المفتوحة في المنطقة، او التراجع والظهور بالشكل الضعيف، امر ما تزال حتى اللحظة لم تقرر التعامل معه بشكل واضح مع استمرار تحشيدها العسكري على غلاف قطاع غزة.
الامر الوحيد المؤكد الان بحسب ما أوردت وسائل الاعلام الأجنبية، مراكز التحليل والتصريحات السياسية للمسؤولين، ان تنفيذ إسرائيل لتهديدها بغزو القطاع سيؤدي الى وقوع الحرب المفتوحة والتي قال معهد واشنطن ان الولايات المتحدة وإسرائيل لن تكون قادرة على صدها، والتي ستحول الشرق الأوسط الى منطقة حرب إضافية لا يمكن للولايات المتحدة السيطرة عليها نظرا بالتزامن مع استمرار العمليات العسكرية في أوروبا بين روسيا وأوكرانيا، والتي تدعم خلالها الولايات المتحدة وحلف الناتو الجانب الاوكراني بشكل كامل.
في النهاية، فان وقوع حرب مفتوحة في الشرق الأوسط بين إسرائيل ودول المنطقة والجهات المسلحة النشطة داخلها، سيحد بشكل كبير جدا من قدرة واشنطن وحلفائها الغربيين على دعم أوكرانيا في الحرب الدائرة حاليا في أوروبا، امر تعيه جيدا بالنظر لتصريحات الرئيس الروسي فلاديمير بوتن حول دعم قطاع غزة، والحديث عن رغبته باستغلال اندلاع الحرب في الشرق الأوسط لتخفيف ضغط حلف الناتو وواشنطن على قواته في أوروبا، امر أكدته شبكة البي بي سي البريطانية، التي شددت على ان إصرار إسرائيل على النهج الحالي سيؤدي حتما الى وقوع "حرب عالمية ثالثة"، بحسب وصفها، مشيرة الى تكتل قوى عسكرية على احد جانبي الصراع في أوروبا و الشرق الأوسط.
كلمات مفتاحية
- اسرائيل
- غزة
- حماس
- القسام
- العراق
- بغداد
- ايران
- حزب الله
- الحرس الثوري الايراني
- المطلع
- تقارير
- دراسات
- الولايات المتحدة
- نصرالله
- نتنياهو
- الفصائل العراقية
- الحشد الشعبي
اخبار ذات صلة
تعليقات
أحدث الاخبار

البايرن يتعثر أمام ضيفه كوبنهاجن بالتعادل السلبي ويحافظ على التأهل بدوري الأبطال

آرسنال يحسم تأهله إلى ثمن نهائي دوري الأبطال بعد فوزه على ضيفه لانس

ريال مدريد يحقق فوزاً مثيراً على نابولي في دوري أبطال أوروبا

السوداني يتفقد سير العمل الليلي في مشروع تطوير ساحة النسور (صور)

الصين: تجدد المعارك في غزة قد تحدث كارثة يمكن أن تبتلع المنطقة

"علي جاسم" نجم العراق يتلقى عروضاً أوروبية وخليجية للتعاقد معهم

الشمري يؤكد على تحديث الخطط لمواجهة آفة المخدرات والاعتماد على الجهد الاستخباري

مصدر: السوداني يزور البصرة السبت المقبل لوضع حجر الأساس لطريق الفاو

منها القرفة... "5" أنواع من البهارات تحد من تساقط الشعر

أمريكا تفرض عقوبات على أكثر من 20 فردا وكيانا بزعم تورطهم مع إيران

أوقاف ذي قار تستنكر الأعمال التي تعرض لها رئيس ديوان "الوقف السني" في جامع أم الطبول

الشرطة تعتقل احد "البلوغرات" بسبب المحتوى الهابط في أربيل

الصحة العالمية: قطاع غزة أمام تهديد صحي خطير

وزير البيئة: مشاركة العراق في مؤتمر الأطراف الثامن والعشرين ستكون مثمرة وفاعلة

ضبط محطة وقود في الأنبار تحوي سائل مجهول واعتقال متهم كان بداخلها

الداخلية تعلن الإطاحة بشخص بتهمة الابتزاز الالكتروني في بغداد

وزير التربية: يُمنع دخول أيّ جهة إلى المدارس إلا بتخويل وزاري
