مع اقتراب موعد زيارة واشنطن.. حرب سبرانية وعسكرية ضد أمريكا وإسرائيل "تتربص" بزيارة السوداني
أثارت مجموعة من وسائل الاعلام ومراكز التحليل الأجنبية، الجدل مؤخرا عقب إعلانها حصولها على معلومات "مؤكدة" عن نية الفصائل المسلحة في العراق إعادة نشاطها المسلح ضد القوات الامريكية مع اقتراب زيارة رئيس الوزراء محمد شياع السوداني الى واشنطن، والتي أشار معهد واشنطن للدراسات خلالها الى انها ستتضمن الحديث عن "استبعاد" قادة كبار للفصائل من المراكز الحكومية وقيادة قوات الحشد الشعبي.
تلك النوايا والتي أصبحت مؤكدة عقب تاكيدها من قبل احد القادة خلال لقاء رسمي مع مجلة نيوز ويك الامريكية، اتى بالتزامن مع تحذيرات اطلقها مرصد ميمري لمكافحة الإرهاب، المرتبط بالموساد الإسرائيلي، اكد خلالها ان الفصائل باتت "تعد العدة" ليس لحرب مباشرة وعسكرية فقط تستهدف المصالح الامريكية والإسرائيلية، بل "حرب سبرانية" بات العد التنازلي لها يتضاءل بشكل مستمر.
تلك التحذيرات والنوايا، اقترنت بتقرير اخر نشره معهد واشنطن المقرب من البيت الأبيض، حذر خلاله من ان قدرات الفصائل العراقية باتت "تتطور بشكل ملحوظ" وتهدد "المصالح الإسرائيلية والأمريكية في غزة"، مع تاكيد النيوزويك الامريكية، ان تاثير الفصائل العراقية بات يشاهد حتى على "الخطوط الامامية للحرب الأوكرانية الروسية"، بحسب تعبيرها.
اخر تلك الهجمات التي حذرت التقارير من توسعها، وقع امس الأربعاء، حيث استهدفت مجموعة من الطائرات المسيرة التي اطلقتها الفصائل العراقية، قاعدة اودفا الجوية الإسرائيلية في الأراضي المحتلة، بالإضافة الى موقع اخر معروف باسم سبير، والذي يعتبر قاعدة عسكرية إسرائيلية متقدمة للعمليات التي تقوم بها حاليا في قطاع غزة.
الهجمات التي باتت تتكرر بعد فترة من الهدوء النسبي عقب مقتل ثلاث جنود أمريكيين في قاعدة البرج 22 في السابع والعشرين من يناير الماضي الواقعة داخل الأراضي الأردنية، والرد الأمريكي الذي استهدف قيادات في قوات الحشد الشعبي، أصبحت الان منطلقا للتحذيرات التي تصدر من عودة القتال مرة أخرى ضد التواجد الأمريكي ليس في العراق فحسب، بل المنطقة برمتها عبر الفصائل المسلحة النشطة حاليا في العراق، بحسب وصف معهد واشنطن.
الحرب المقبلة.. الجنود سيخرجون في "اكفان" والهجمات السبرانية "تهديد" جديد
مجلة نيوزويك الامريكية وعبر لقاء عقدته مع القيادي في فيلق الوعد الصادق محمد التميمي، اكدت "نوايا الفصائل" لشن الحرب ضد القوات الامريكية نتيجة لــ "تعثر المباحثات الرامية الى اخراج القوات الامريكية من العراق بعد استدعاء واشنطن للسوداني وتراجع الحديث عن الانسحاب والذي كان الأساس الذي أعلنت عليه الفصائل إيقاف أنشطتها ضد القوات الامريكية في المنطقة"، بحسب وصفها.
المسؤول في الفصيل المسلح أكد للمجلة الامريكية، ان مطالب الفصائل التي اتحدت الان في قرارها بالعودة لمقاتلة الأمريكيين مرة أخرى، هي "بسيطة وواضحة"، مؤكدا "يجب سحب كافة القوات الامريكية من العراق واخراجها بشكل كامل"، مهددا وبشكل رسمي بان تلك القوات "ستخرج في اكفان" في حال لم يتم تنفيذ مطالب الفصائل.
المجلة اكدت ان التميمي اكد لها بان الهجمات التي "ستقع على القوات الامريكية قريبا في حال رفضها الانسحاب"، ستكون "اشد واكثر دمارا من هجوم السابع من أكتوبر على إسرائيل"، مشددا على ضرورة ان "يتعقل" بايدن وينظر الى سحب القوات الامريكية والتهديدات باستهدافها بــ "جدية".
التميمي كشف للمجلة أيضا، ان القوات الامريكية "ستفاجئ" بالقدرات المتطورة التي وصلت اليها "فصائل المقاومة"، بحسب وصفه، موضحا "الان نملك طائرات مسيرة وصواريخ ذكية بعيدة المدى"، مهددا بان استخدامها سيكون "واجبا" في حال "فشلت" المباحثات الهادفة الى سحب القوات.
المجلة الامريكية حذرت أيضا من ان "تاثير الفصائل المسلحة في العراق" لم يعد يصل الى إسرائيل نفسها فحسب، من خلال الهجمات التي تشنها ضد القواعد الإسرائيلية باستخدام الطائرات المسيرة، لكن يتجاوزه نحو "الخطوط الامامية للقتال في أوكرانيا"، مؤكدة انها رصدت ظهور "رايات وصور" تمثل الفصائل المسلحة العراقية في مدينة افديفكا الأوكرانية خلال العمليات العسكرية التي تشنها روسيا.
الحرب الإسرائيلية في غزة، ساهمت وبشكل كبير بحسب المجلة، بــ "توحيد" الفصائل المسلحة في العراق وتلك الفصائل العاملة خارجه نحو مواجهة القوات الامريكية التي تدعم ادارتها إسرائيل بشكل "منقطع النظير"، ذلك التوحد في الأهداف، اقترن الان بظهور "تهديد جديد" ضد القوات الامريكية والإسرائيلية، متمثلا بــ "الحرب السبرانية".
العد التنازلي "بدا".. الفصائل في العراق قادرة على تكرار "نجاح" الحوثيين
بالتزامن مع الإعلان بشكل واضح عن نوايا الفصائل شن هجمات "واسعة وكبيرة" ضد القوات الامريكية والإسرائيلية خلال المستقبل القريب في حال فشل مفاوضات الانسحاب ومع اقتراب زيارة السوداني الى واشنطن، والتي كشفت المطلع في وقت سابق تفاصيلها، ظهر الى الساحة التهديد بــ "الحرب السبرانية" كنوع اخر من "الاخطار" التي بات على الإدارة الامريكية مواجهتها في العراق.
مرصد ميمري لمكافحة الإرهاب، والمقرب من إسرائيل، اعلن في الثاني والعشرين من مارس الحالي، عن حصوله على "معلومات مؤكدة"، توضح "بدا العد التنازلي" لشن هجوم سبراني من قبل الفصائل النشطة في العراق يستهدف "الأمريكيين والنظام الصهيوني والمتعاونين معهم من بلدان الخليج بالإضافة الى حكومة شمالي العراق"، في إشارة الى حكومة إقليم كردستان العراق.
المعلومات التي كشف عنها المرصد، لم توضح الموعد او الأهداف التي سيتم ضربها بــ "الهجمات السبرانية" خلال الفترة المقبلة، مكتفية بالتحذير من "تبعات تلك الهجمات" على "المصالح والامن الإسرائيلي والامريكي بالإضافة الى مصالح وامن دول المنطقة"، في إشارة الى دول الخليج.
البنتاغون الأمريكي من جانبه، وبعد سؤاله من قبل مجلة نيوز ويك الامريكية حول التهديدات الجديدة والمتصاعدة "رفض" الإجابة على تلك الأسئلة، مؤكدة استمرارها بمحاولات الحصول على تعليق او إجابة من الحكومة الامريكية وتحديدا البنتاغون نظرا لــ "خطورة التهديدات"، بحسب وصفها.
معهد واشنطن، المقرب من الإدارة الامريكية، اكد في تقرير مطول، ان الفصائل العراقية أصبحت الان "قادرة على محاكاة النجاح الذي حققه الحوثيون في استهداف وفرض حصار بحري على إسرائيل"، مؤكدا "أبو الاء الولائي، اعلن في الرابع والعشرين من يناير الماضي، اطلاق المرحلة الثانية من العمليات العسكرية الخاصة بالفصائل العراقي دعما لحركة حماس".
وتابع "بحسب المعلومات المتاحة، فان المرحلة الثانية من تلك العمليات ستتضمن استهداف السفن والموانئ التي تستخدمها إسرائيل لمد نفسها بالسلاح والسلع"، مشددا "تلك الفصائل اثبتت مسبقا قدرتها الوصول الى وضرب الأهداف الإسرائيلية بعد هجومها الأخير ضد ميناء اشهدود الإسرائيلي في الثاني والعشرين من ديسمبر الماضي".
المعهد اكد أيضا ان الحوثيين ومنذ اندلاع الحرب في غزة، نجحوا وبشكل كبير جدا في تجاوز "المقاومة العراقية" في معدل وتاثير الضربات والحصار الذي نفذوه ضد إسرائيل، الامر الذي "ترك المقاومة العراقية ترى بانها بحاجة الى المشاركة الاستراتيجية في الصراع ضد إسرائيل عن طريق استهدافها بشكل مباشر، الامر الذي لم يتحقق بعد رغم الضربات بالمقارنة مع الحوثيين، او استهداف القوات الامريكية"، بحسب قوله.
معهد واشنطن "حذر" الادارتين الامريكية والإسرائيلية، من ان الفصائل العراقي ستبدأ الان "توسعة تورطها" في الصراع ضد إسرائيل من خلال عمليات استهداف مباشرة وكبيرة تستمر حتى توقف الحرب في القطاع المحاصر، الامر الذي "يهدد" بجعل تلك الفصائل نسخة أخرى من الحوثيين مما يتسبب بــ "تضاعف" الخطر الذي تواجهه تل ابيب وواشنطن في المنطقة.
تقرير المعهد، أشار أيضا الى ان أي هجمات تشنها القوات الامريكية ضد قادة فصائل المقاومة وخصوصا في العاصمة بغداد، سيؤدي الى نتيجة إيجابية لتلك الفصائل من خلال استثمارها لدفع الحكومة العراقية نحو موقف اكثر "تصلبا وشدة" في مطالبته اخراج تلك القوات، الامر الذي يجعل الإدارة الامريكية في موقف صعب نتيجة لمحاولات واشنطن "السيطرة والتحكم بمباحثات الانسحاب وعدم إعطاء الفصائل عذرا للتحرك داخل البرلمان العراقي مرة أخرى"، على حد وصفه.
حتى اللحظة ما تزال الأهداف او الموعد المقرر لاطلاق العمليات العسكرية ضد القوات الامريكية والإسرائيلية، على الرغم من وقوعها حاليا بشكل متذبذب، غير معلن، مع تشديد التصريحات على "التهديد المباشر" للقوات الامريكية والمصالح الإسرائيلية في المنطقة بالحرب المباشرة والسبرانية دون الكشف عن التفاصيل، الامر الذي جعل واشنطن في وضع لا تحسد عليه نتيجة لتورطها في الصراع الدائر حاليا بين روسيا وأوكرانيا من جانب، والحرب التي تشنها إسرائيل على قطاع غزة المحاصر من جانب اخر، الامر الذي يتركها مع "خيارات قليلة" لمواجهة هذه التهديدات، بحسب المصادر السابق ذكرها.