حملة صليبية جديدة وتهديد لحدود "الإمبراطورية العثمانية".. الكشف عن أسباب تغير موقف اردوغان من حليف لإسرائيل الى عدوها
التبدل في المواقف والذي انطلق مع بداية خلافات النظام الإسرائيلي مع الأمم المتحدة، عبرت عنه صحيفة ذا اوبينين الامريكية، التي قالت ان إسرائيل "باتت تفقد شرعيتها في غزة"، مع وصول عدد الضحايا المدنيين نتيجة للقصف والعمليات العسكرية الإسرائيلية الى نحو ثمانية الاف مدني قتلوا نتيجة لاستمرار الدعم الذي اشارت الى ان له الدور الأكبر في تشجيع إسرائيل على تصعيد عملياتها.
تغير المواقف الداعمة للعمليات الإسرائيلية لم يقتصر فقط على المجتمع الدولي ومنظمة الأمم المتحدة بالإضافة الى "المواقف الشديدة" التي صدرت عن تركيا، بل تعداها الى ظهور أصوات رسمية داخل إسرائيل تندد وتدين الاعمال العدائية المستمرة التي تقوم بها، امر كشفته الى العلن مجموعة منظومات مجتمع مدني إسرائيلية على راسها مركز المعلومات الإسرائيلي عبر بيان مشترك خاطبت خلاله الأمم المتحدة والمجتمع الدولي للتدخل وإيقاف "تصرفات الحكومة الإسرائيلية".
حملات الإدانة المستمرة والتنديد بالجرائم الإسرائيلية التي ترتكبها بحق سكان قطاع غزة المحاصرين والتي بدات خلال الأيام الأخيرة تتعداها الى الضفة الغربية على يد مستوطنين مسلحين ومدعومين من النظام الإسرائيلي، كانت ورائها أسباب عديدة من أهمها "النهج" في التعامل الإسرائيلي مع المجتمع الدولي، بحسب ما اشارت صحيفة مينت الامريكية، التي قالت ان "القلق الدولي" تصاعد بشكل ملحوظ وكبير خلال الفترة الماضية من تنفيذ إسرائيل لعملية "إبادة جماعية" بحق الفلسطينيين تؤدي في النهاية الى فقدان المجتمع الدولي الثقة بالأمم المتحدة وقدرتها على حفظ السلام ومنع وقوع الجرائم ضد الإنسانية.
الخلافات بين إسرائيل والأمم المتحدة أدت الى "تقارب" في وجهات النظر بينها وايران، التي اطلقت من جانبها "تهديدات" بالحرب ضد إسرائيل مع استمرارها بمساعيها لتنفيذ اجتياح ارضي لقطاع غزة على الرغم من التحذيرات الامريكية التي أوردتها المطلع في تقرير سابق، تلك التهديدات تزامنت مع أخرى اطلقتها تركيا وبشكل "غير متوقع"، بحسب شبكة ال إسرائيل.
تصريحات خجولة... بداية الانقلاب على إسرائيل
الرئيس التركي رجب طيب اردوغان، التزم الصمت في الأيام التي تبعت العملية التي شنتها حركة حماس ضد النظام الإسرائيلي في السابع من أكتوبر الماضي واستخدمتها إسرائيل لتبرير إعلانها الحرب على القطاع، رافضا ادانة حركة حماس او وصفها بالارهابية بحسب ما بينت صحيفة نيويورك بوست الامريكية.
الموقف التركي الملتزم الصمت في بداية الحرب الحالية، كان مدفوعا بالعلاقات الإيجابية التي يملكها اردوغان مع النظام الإسرائيلي كون بلاده عضوا في حلف الناتو، بحسب الصحيفة، قبل ان يبدا موقفه بالتغير، فعل رجحت الصحيفة ان يكون لتدخل الولايات المتحدة المباشر بدعم إسرائيل بشكل غير مشروط الدور الأكبر في ذلك.
الولايات المتحدة والتي تدعم الحركات الانفصالية الكردية في الشمال العراقي والسوري، والتي تشن تركيا حربا ضدها، أعلنت دعمها المفتوح وغير المشروط لإسرائيل في عملياتها العسكرية، امر بدا بالتغير تدريجيا مع رفض واشنطن تنفيذ إسرائيل لعملية غزو ارضي ضد قطاع غزة ورفض الأخيرة "الانصياع" لــ "نصائحها"، بحسب المونيتر.
الحكومة الامريكية أعلنت الأسبوع الماضي عن نشرها لمجموعة قتالية بحرية تتضمن حاملة طائرات تضم نحو الفي جندي مارينز من القوات الخاصة، الامر الذي قالت الصحيفة انه قد يكون السبب في تغير الموقف التركي واقترانه بعدد الضحايا الكبير داخل قطاع غزة، والذي قاد أيضا الى "فرض ضغوط شعبية" على حكومة اردوغان المحافظة، بحسب وصفها.
التغير في الموقف التركي بدا في الخامس والعشرين من الشهر الحالي، حيث أوردت وكالة الاناضول التركية تصريحات لاردوغان، دعا خلالها جميع الأطراف المتنازعة في فلسطين الى "رفع اصابعها عن زناد السلاح"، مشددا خلال اجتماع عقده مع قادة حزبه العدالة والتنمية، على ان تركيا "ليست لديها أي مشاكل قائمة مع إسرائيل".
اردوغان اكتفى خلال تصريحاته الأولى بالإشارة الى "نفاق يمارسه المجتمع الدولي" خصوصا فيما يتعلق برد الفعل حول الحرب التي تشنها روسيا على أوكرانيا، بالمقارنة مع الحرب التي تنفذها إسرائيل حاليا ضد قطاع غزة المحاصر، واصفا المجتمع الدولي بانه "يدير وجهه عن معاناة الفلسطينيين"، امر عده "دليلا دامغا على ممارسة النفاق والتعامل بالمعايير المزدوجة".
الرئيس التركي اكتفى أيضا بالإشارة الى ان "دولا خارج المنطقة"، تقوم بــ "صب النار على الوقود"، دون ان يوضح او يشير الى أي من الدول التي يقصدها، امر تضمن أيضا انتقادا شديدا وجهه الى منظمة الأمم المتحدة، التي وصف نظامها الداخلي بانه "غير عادل" منتقدا "فشلها" في إيقاف اطلاق النار وتحقيق السلام في المنطقة، موقف تغير لاحقا مع تبدل نهج الأمم المتحدة إزاء التصرفات الإسرائيلية.
إسرائيل "تعاقب" الأمم المتحدة.. نافذة الشرعية تنحسر
النظام الإسرائيلي والذي استخدم هجوم حماس كمبرر لتنفيذ عملية حصار "شديد ويخرق القانون الدولي" على قطاع غزة من خلال قطع المياه، الطاقة، الوقود والطعام عن المدنيين داخل القطاع بالإضافة الى شن حملة قصف مستمرة أدت الى فقدان ما يزيد عن ثمانية الاف مدني حياتهم، وجد نفسه في موقف "صعب"، بحسب وصف صحيفة اوبنين الامريكية.
الصحيفة اكدت خلال تقريرها، ان "الوحشية" التي تعامل بها النظام الإسرائيلي مع المدنيين المحاصرين في غزة ومن بينها إيقاع عدد كبير من الضحايا خلال فترة قصيرة، افقدت إسرائيل جزءا كبيرا من الدعم الدولي الذي حظيت به في بداية الصراع، امر اعترف به مسؤولين إسرائيليين تحدثوا للصحيفة، مؤكدين لها "ان نافذة الشرعية التي تتحرك إسرائيل ضمنها بدات بالانحسار".
تراجع الدعم الدولي وفقدان "الشرعية" التي تستخدمها إسرائيل لتبرير جرائمها في قطاع غزة تحت ذريعة "حقها في الدفاع عن نفسها"، دفعتها الى اتخاذ "نهج استخدام القوة المفرطة"، بحسب المسؤولين الإسرائيليين الذين رفضوا الكشف عن هويتهم، مؤكدين ان تل ابيب تحاول تحقيق "أهدافها" في القطاع قبل "فوات الأوان" ونفاذ الدعم الدولي بالكامل.
قرار إسرائيل تشديد عملياتها العسكرية واعلانها ذلك رسميا والمقترن بكشفها عن مخططاتها لاقتحام قطاع غزة، أدى الى خلاف مباشر مع منظمة الأمم المتحدة، التي اعلن امينها العام انتونيو غوريترز الثلاثاء الماضي، ان حركة حماس "لم تاتي من فراغ"، مؤكدا "يجب ان نسجل للتاريخ ان هجوم حركة حماس على إسرائيل لا يمكن ان يستخدم لتبرير الفضائع التي توقعها تل ابيب الان على سكان قطاع غزة من المدنيين"، معلنا رفضه "للعقاب الجماعي وخرق القانون الدولي" الذي صدر عنها.
تصريحات غوريتز بحسب شبكة سكاي نيوز، اثارت "غضب المسؤولين الإسرائيليين" الذين سارعوا الى اتهامه بــ "معاداة السامية وتبرير الإرهاب"، قبل ان تعلن تل ابيب "إصدارها عقوبات" على منظمة الأمم المتحدة، من بينها إيقاف منح مسؤوليها ومبعوثيها أي تاشيرات دخول للأراضي المحتلة واطلاق مطالبة عاجلة لاقالة الأمين العام من منصبه واجباره على "تقديم اعتذار".
في أولى ردود الفعل، عبر انتونيو غوريترز بحسب ما أوردت شبكة السي ان ان في الخامس والعشرين من أكتوبر، عن "صدمته" من التصريحات الإسرائيلية، معلنا "التزامه" بالتصريحات التي اطلقها وتشديده على موقفه الرافض لاستمرار الحرب على القطاع ومنع دخول المساعدات بالإضافة الى تصريحاته حول حماس.
الأمم المتحدة، وفي رد فعل اخر، أعلنت عن اتخاذها قرارا بالتصويت على إيقاف اطلاق النار في قطاع غزة، والسماح للمساعدات الإنسانية بدخول البلاد بالإضافة الى رفض محاولات تهجير سكان القطاع التي تقوم بها إسرائيل، امر رفضت تل ابيب الالتزام به.
الأمم المتحدة ترد.. تحقيق عاجل بجرائم إسرائيلية ضد الانسانية
منذ الخامس والعشرين، تصاعدت مواقف الأمم المتحدة في حدتها ضد إسرائيل، امر انعكس على الموقف التركي بشكل كبير، حيث أعلنت منظمة الصحة العالمية وبحسب تقرير نشر عبر الموقع الرسمي لمنظمة الأمم المتحدة في السادس والعشرين من أكتوبر، ان "تحذيرات ومطالبات إسرائيل لسكان غزة باخلاء القطاع هي خاوية وغير منطقية"، مؤكدة ان المدنيين محاصرين داخل القطاع ولا يمكن لهم الخروج منه.
المنظمة الأممية انتقدت أيضا استهداف تركيا للطرق الامنة لاخلاء السكان والاستهدافات المتكررة لكوادرها داخل قطاع غزة، بالإضافة الى استهداف المستشفيات والاوامر التي أصدرتها بــ "اخلاء" تلك المستشفيات، امر تصاعد لاحقا مع اطلاق منظمة الصحة العالمية التابعة للأمم المتحدة، انتقادات مماثلة، وصلت الى ذروتها بعد تهديد الجيش الإسرائيلي لمستشفى القدس في القطاع والطب من كادره مغادرته بحسب ما بينت الميدل ايست أي.
تهديدات الجيش الإسرائيلي ضد المستشفى، تبعتها مواقف شديدة اللهجة صدرت عن المنظمات الدولية واهمها منظمة الصحة العالمية، التي قالت ان استهداف المستشفيات "جريمة حرب" ولا يمكن السكوت عنها، موضحة ان "اخلاء المستشفيات امر مستحيل التنفيذ لما له من مخاطر على المرضى والمصابين بالإضافة لمخالفته القانون الدولي" بحسب ما بينت صحيفة الغارديان البريطانية.
الميدل ايست أي اكدت في التاسع والعشرين من أكتوبر الحالي، ان إسرائيل باشرت بــ "تنفيذ" تهديداتها، مؤكدة وقوع عمليات قصف في محيط المستشفى بالتزامن مع اعلان الهلال الأحمر رفضه لاوامر اجلاء المستشفى وتلقيه مساعدات عبر معبر رفح مع مصر تؤهله للاستمرار بعمله.
التحرك الاممي ضد إسرائيل بعد التدهور غير المسبوق في علاقاتها، شهد تصعيدا جديدا بعد ان أعلنت محكمة الجرائم الدولية، في مساء ذات اليوم الذي استهدفت إسرائيل فيه محيط مستشفى القدس، اطلاق تحقيق "عاجل وشامل" بارتكاب النظام الإسرائيلي "جرائم حرب" ضد المدنيين في قطاع غزة والضفة الغربية، بحسب ما أكدته صحيفة الغارديان البريطانية مساء التاسع والعشرين.
المواقف الأممية وصلت الى ذروتها أيضا بعد اصدار منظمة هيومن رايتس ووتش بيانا في الثامن والعشرين من أكتوبر، حذرت خلاله "المجتمع الدولي" من "احتمالية ارتكاب إسرائيل لجريمة إبادة جماعية في قطاع غزة"، مؤكدة "ان عملية قطع الانترنت والاتصالات عن القطاع والتي تتزامن مع تصعيدها عملياتها العسكرية ضد القطاع تثير المخاوف من تنفيذ إسرائيل لحملة إبادة جماعية شاملة بحق السكان"، بحسب ما اكدت وكالة الاجينسي فرانس برس.
الموقف التركي من إسرائيل، اقترن في تصاعد حدته مع ذلك الذي صدر عن الأمم المتحدة، امر بررته صحيفة ال إسرائيل انه اتى كــ "تكتيك" دبلوماسي من اردوغان ليكون في موقفه متوافقا مع المجتمع الدولي ولتفادي وقوع أي تاثيرات جانبية سلبية على علاقته مع دول تحالف الناتو، الذي يضم تركيا كدولة ضمنه.
اردوغان.. من حليف ضمن الناتو الى عدو يهدد بالحرب
موقف الرئيس التركي رجب طيب اردوغان، تغير بشكل كامل في الثامن والعشرين من أكتوبر، بالتزامن مع صدور الادانات الدولية وتحرك المنظمات الأممية ضد إسرائيل، حيث كشفت وكالة اجينسي فرانس برس عن مضمون خطاب اردوغان بتجمع تظاهري كبير نظمه حزبه في مدينة إسطنبول التركية، مؤكدة إصداره تصريحات "غير مسبوقة".
اردوغان وبحسب الصحيفة، هاجم إسرائيل واصفا تصرفاتها بانها "جرائم حرب" وقيامها بــ "تحريض المسيحيين ضد المسلمين في المنطقة" من خلال حربها الإعلامية، بحسب وصفه، مشددا على ان التصرفات الإسرائيلية وارتكابها لجرائم حرب يجب ان يتوقف حالا وان يتم محاسبتها دوليا عليه.
خطاب اردوغان كشف أيضا عن الدول التي اتهمها سابقا بــ "صب الوقود على النار"، معلنا وبشكل صريح ان "دول الغرب وعلى راسها الولايات المتحدة الامريكية، هي المسؤولة بشكل كامل عن الجرائم التي ترتكبها إسرائيل ضد المدنيين في قطاع غزة"، موضحا "المجرم الحقيقي في هذه المجازر هو الغرب الذي شجع دعمه غير المشروط لتل ابيب على السماح لها بارتكابها".
مخاطرة الرئيس التركي بعلاقاته مع الولايات المتحدة ودول الغرب التي اتهمها بانها "المرتكب الفعلي لجرائم إسرائيل"، شهد رد فعل مباشر من الحكومة الإيطالية، التي أعلنت عن نيتها استدعاء سفير تركيا لديها وتسليمه مذكرة احتجاج على تصريحاته، بحسب ما بينت الغارديان، حيث بررت صحيفة ال إسرائيل الإسرائيلية، المخاطرة التي قام بها الرئيس التركي، على انها محاولة لتقليل نفوذ الولايات المتحدة في المنطقة، الداعمة للحركات الكردية الانفصالية في سوريا والعراق، بالإضافة الى ارسال رسالة واضحة الى واشنطن تقضي بعدم "اغضاب" انقرة، مشيرة الى ان اردوغان قد يستخدم موقفه من إسرائيل كــ "ورقة ضغط" على واشنطن.
إسرائيل من جانبها، والتي كانت تحظى الى وقت قريب بعلاقات إيجابية مع حكومة اردغان، هاجمت تصريحاته وأعلنت عن "سحب" كادرها الدبلوماسي من انقرة بحسب صحيفة ال إسرائيل نيوز، والتي اكدت أيضا إصدارها تعليمات لمواطنيها في تركيا بمغادرة أراضيها بشكل عاجل.
شبكة ذا ميديا لاين، وفي حديث مباشر عن التبعات، أعلنت في التاسع والعشرين من أكتوبر، ان تل ابيب اتخذت قرارا بــ "إعادة تقييم" علاقاتها مع تركيا، متهمة الحكومة التركية بانها "تدعم حركة حماس"، موقف أكده وزير الطاقة الإسرائيلية ازرائيل كاتز الذي نشر صورة على موقع اكس (تويتر سابقا) لمعبد يهودي تمت كتابة عبارة "إسرائيل المجرمة" على جدرانه في ازمير التركية.
الباحث في مركز الشرق الأوسط لتحليل المخاطر ريان بوهل، أكد للشبكة ان ما يقوم به اردوغان هو "لعبة سياسية"، موضحا "كل ما يقوم به الان هو نوع من التلاعب السياسية استجابة للسخط الشعبي في تركيا، انتقاد إسرائيل امر سهل، والبعثات الدبلوماسية يمكن ان تذهب وتعود من جديد، اما العلاقات الدبلوماسية، الصفقات التجارية وغيرها من التعاملات الملموسة ما تزال مستمرة حتى الان"، بحسب وصفه.
بوهل أضاف أيضا، ان "من المتوقع ان تنجوا العلاقات الإسرائيلية التركية مرحلة الصراع الحالي، بشرط ان لا يقع انقطاع نهائي بين الطرفين"، امر رجح مدير مركز مارشال الألماني للتمويل في انقرة اوزيل اونرلانشينكو وقوعه قريبا، مؤكدا "السبب وراء موقف اردوغان العدائي الحالي ضد إسرائيل، هو ان الشعب التركي وفي حال وصل الى قناعة بان حكومته المحافظة غير مهتمة فعلا بالقضية الفلسطينية، فان العواقب على حكومته وحزبه ستكون وخيمة"، مضيفا في تعليق على سماح تركيا بانتشار معاداة السامية داخلها "اردوغان لا يستطيع منع مظاهر الغضب الان ومنها محاولات اختراق السفارة، هنالك حد معين لما يمكن له ان يمنع الشعب التركي من القيام به"، بحسب وصفه.
حالة الانقطاع التي تحدث عنها بوهل، باتت بحسب صحيفة ال إسرائيل نيوز واقعا، حيث أعلنت في الثامن والعشرين من أكتوبر الحالي، ان موقف اردوغان اصبح الان "عدائيا الى درجة الحرب"، مؤكدة "اردوغان اعلن ان حماس منظمة تحرير وليست منظمة إرهابية، ادان إسرائيل علنا متهما إياها بارتكاب جرائم إبادة جماعية وجرائم حرب، كما أشار الى حدود الإمبراطورية العثمانية التاريخية كاحد عوامل الوحدة مع حركة حماس"، بحسب وصفها.
الصحيفة اكدت أيضا ان تركيا باتت الان "في حالة حرب" مباشرة مع إسرائيل، مؤكدة ان النظام في تل ابيب عثر على ستة عشر طن من المتفجرات كانت في طريقها الى حماس خلال تموز الماضي، مشيرة الى ضلوع تركي في التحركات التي قامت بها حركة حماس في السابع من أكتوبر الحالي.
موقف اردوغان والدوافع خلفها التي كشف عنها والتي تشير الى استخدامه القضية الفلسطينية كــ "لعبة سياسية" للحصول على تاييد شعبي، احتواء الغضب في الشارع التركي، وتوظيف موقفه العدائي ضد إسرائيل كورقة ضغط على واشنطن بالإضافة الى توفيقه لموقفه مع الموقف الصادر عن الأمم المتحدة لتفادي الاضرار الجانبية على علاقاته مع حلف الناتو، أشار الى احتمالية كبيرة في "تعاظم" عداءه الحالي، والذي اقترن بتوافق مع ايران وتحسين بعلاقاته الدبلوماسية مع دول المنطقة، بحسب اجينسي فرانس برس، والتي قالت ان استخدامه لجملة "هل تريدون البدا بحملة صليبية جديدة ضد الشرق" في خطابه الموجه لدول الغرب، هو تكتيك سياسي اخر لتقريب وجهات نظره مع ايران ودول المنطقة.
ايران من جانبها، وبحسب ما أوردت وكالة الانباء الاسيوية في التاسع والعشرين من أكتوبر، أصدرت "تهديدا مباشرا" ضد إسرائيل، معلنة على لسان رئيسها إبراهيم رئيسي، ان تل ابيب "تجاوزت كل الخطوط الحمراء"، ومؤكدا ان دول المنطقة، في إشارة الى ايران وتركيا والدول العربية، ستضطر الى الرد عليها بشكل مباشر في حال استمرت بنهجها الحالي وخرقها للخطوط الحمر، بحسب تعبيرها.
في النهاية، فان التهديدات ضد إسرائيل لم تقتصر فقط على الدول المحيطة بها في المنطقة، ومشاكلها الحالية مع الأمم المتحدة، بل تعداه الى ظهور أصوات داخل إسرائيل، تعارض استمرار العمليات العسكرية وتدعوا الى ايقافها نظرا لــ "نتائجها" التي ستؤدي الى "تاثيرات سلبية كبيرة على النظام الإسرائيلي"، امر أكدته صحيفة هاريتز الإسرائيلية التي قالت ان على حكومة نتنياهو الامتناع عن غزو قطاع غزة، و"الاستماع" الى النصائح التي تحذره من ان دخول القطاع عسكريا سيؤدي الى "تكرار خطا الولايات المتحدة في العراق عام 2003"، بحسب وصفها، بالإضافة الى اصدار منظمات مجتمع مدني إسرائيلية وعلى راسها مركز الإحصاء الإسرائيلي، بيانا مشتركا في التاسع والعشرين من أكتوبر، يدين التصرفات الإسرائيلية، ويتهم حكومتها بالوقوف وراء تسليح المستوطنين واستهداف المدنيين في قطاع غزة، داعيا المجتمع الدولي الى التدخل "الفوري والرادع" لتصرفات حكومة نتنياهو التي وصفها بــ "المتعصبة".