بدأ العراق بإبعاد مجموعات مسلحة من الجماعات الكردية الإيرانية المسلحة عن المناطق الحدودية مع إيران حسب ما أعلنه الثلاثاء وزير الخارجية العراقي فؤاد حسين،و يأتي هذا التطور قبل انتهاء المهلة التي وضعتها طهران لسحب المقاتلين إلى مناطق في الداخل العراقي بعيدا عن الحدود المشتركة، وسط أنباء عن أن جزءا من هؤلاء المقاتلين سيتم نقله إلى مناطق داخل إقليم كردستان العراق، والجزء الآخر سيتم إبعاده إلى غرب العراق. وأبرمت إيران والعراق “اتفاقاً حول الأمن” يلزم بغداد بنزع سلاح مجموعات المعارضة الكردية الإيرانية بحلول 19 سبتمبر، وإخلاء مقراتها ونقل عناصرها إلى مخيمات. وقال مصدر قيادي القيادي في حزب “كومله "الإيراني المعارض، إن السلطات المحلية خصصت معسكراً في منطقة باليسان في كردستان العراق لإيواء المقاتلين الذين يتمّ نقلهم من جبل هلكورد. وشنت إيران عدداً من الهجمات الصاروخية وبواسطة طائرات مسيّرة ضد قواعد ومقرات الأحزاب و الجماعات المسلحة الكردية الإيرانية في إقليم كردستان العراق، وهي الحزب الديمقراطي الكردستاني وحزب كادحي كردستان – كوملة وحزب الحياة الحرة الكردستاني – بجاك. وتمتلك هذه الأحزاب عدة آلاف من المقاتلين المسلحين والمدربين والمعتادين على المعارك الجبلية وحرب العصابات، وفقا لتقارير دولية وصحفية عدة. ويرى مراقبون أن اجراءات العراق تهدف إلى إثناء إيران عن شن هجوم عسكري على المناطق الكردية بما يحمله ذلك من إحراج للحكومة العراقية، وإعطائها الفرصة لتنفيذ اتفاق إبعاد المقاتلين على مراحل. ولن يقف الإحراج عند الحكومة العراقية، ذلك أن إقليم كردستان العراق الذي استقبل هؤلاء المقاتلين لعقود سيجد نفسه في موقف صعب إن تخلى عنهم، وفي موقف أكثر تعقيدا إن دافع عن بقائهم خاصة في ظل الخلافات التي تشق الإقليم .